جواب : أعتقد أن شكوى الشباب هذه إنما هي نبعة من شعورهم بالغربة القائمة بين هواجسهم و بين المسيحية كما عرفوها حتى الآن (…)
من هنا إن هذه الشكوى تكون في طريق الزوال إذا ما حرصنا على توفير الشروط التالية :
– أن نعمل على إزالة البون بين الدين و الحياة ، بالطريقة الّتي أشرنا إليها أعلاه .
– أن نجعل من الفرقة مكاناً تعاش فيه المحبة المسيحية فعلاً عبر علاقات صداقة و تفاهم و تفاعل و تعاون و تعايش نرسي مقوماتها في الفرقة (…) و نسهر على تغذيتها و رعايتها و نساعها على تذليل الصعاب الّتي لا بدّ و أن تواجهها.
عند ذلك :
– يرتكز التعليم المعطى إلى خبرة معاشة متجانسة معه . يصبح الأعضاء على “نفس الموجة” مع الانجيل لأنهم يعيشون الانجيل مترجماً في حياتهم ، من هنا إنهم يصبحون متحسسين للانجيل ، متشوقين إليه ، متفهمين له .
– تصبح الحقائق الإيمانية خبرات معاشة في سياق الحياة اليومية . فمثلاً يكتشفون الارتباط بين الصليب و القيامة عبر مواجهتهم لأزمات موجعة في العلاقات بين أعضاء الفرقة و استفادتهم من تلك الأزمات عينها كي يبلغوا إلى علاقات جديدة أرسخ و أعمق و أغنى من الّتي سبقتها والّتي تضعضعت بفعل التأزم . كذلك يكتشفون المعنى المعاش لعبارة مثل ” نحن نعرف أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الاخوة ” ( 1 يوحنا 3 : 14 ) ، إذا ما اختبروا كيف أن المحبة التي تجمعهم في الفرقة تحرر كل واحد منهم من خوفه و عجزه و تعيد إليه الثقة بنفسه و تحرر فيه الطاقات المكبوتة و تطلق لسانه بالتعبير الحرّ .
المهم أن يساعدهم المرشد على اكتشاف هذه المعاني.
عن كتاب ” من تساؤلات المرشدين ، قضايا و حلول تربوية ” القسم الثالث ، المشاركة في الاجتماعات و التجاوب مع التربية الدينية ، الفصل الثاني، المواقف الرفضية حيال التربية الدينية ، شكوى الشباب من ” مثالية ” الحلول المسيحية و ” تعقيدها “، ص 126-127