خلبه الله منذ نعومة أظفاره فلما شاء والداه تزويجه كرها فرّ واقتبل الإسكيم الرهباني. انكبّ على حياة النسك بكل قواه، صوما واتعابا جسدية وتأملا في الكتاب المقدّس وصلاة ودموعا. سلك في الفضيلة بكل جوارحه فشعّ حضور الله من خلاله.كثيرون، لدى احتكاكهم به، وجدوا التوبة. أما هو فإذ مال إلى الهدوئية آثر التواري، واعتزل في جبل الملاون . غير أن رجالا عطاشا إلى الله أتوه راغبين في الانضمام إليه ورجوه ان يوجههّم في النسك والصلاة. فرضي ان يتّخذهم لأنه عرف أن مجيئهم من الله كان. وقد أعطى كلا منهم قانونا يناسب مزاجه وقد جعلت النعم التي أسبغها الرب الإله على خادمه وكذا حسن تمييزه مشهورا بين كبار القوم، وحتى لدى الأمبراطور. لذا درجوا على استشارته في شتّى أمورهم وكان يوجّه إليهم رسائل مشبعة بالنسغ الروحي ويمدّهم بنصائحه الحكيمة في كيفية تجسيد الإنجيل في شؤون الحكم على اساس الصلاح والإحسان.
تنبأ القدّيس جاورجيوس برحيله قبل الساعة بثلاث سنوات وأعدّ تلاميذه ليتمكّنوا من الاستمرار في سيعهم من دون عون منظور من أبيهم الروحي. ثم مرض مرضا طفيفا فاستدعى كل نسّاك جبل الملاون وبعدما وعظهم، للمرة الأخيرة، أن لا يتهاونوا بأي من الأمور التي ترضي الله وتفضي إلى الخلاص، استودع الرب الإله روحه بسلام.
الطروبارية
ظهرت أيها اللاهج بالله مرشدا ًإلى الايمان المستقيم ومعلّما لحسن العبادة يا كوكب المسكونة وجمال رؤساء الكهنة الحكيم وبتعاليمك أنرت الكل يا معزفة الروح فتشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا