تذكار القدّيس الشهيد كريسكاندوس الميراوي (القرن الثالث الميلاديّ)
هذا قدّيس من ميرا الليكية. كان مواطناً شريفاً ومسيحياً وقد عاش إلى سنّ متقدمة. فلما نظر النفاق متعالياً متشامخاً وعبادة الأصنام مستشرية، احتدّت روح الربّ فيه فلم يطق القوم، في موطنه، يعبدون ما ليست له نسمة حياة فدخل في وسط الوثنيين وكلّمهم أن يبتعدوا عن الأباطيل ويرجعوا إلى الإله الحيّ خالق السماء والأرض الذي وحده يعطي الحياة. قبض عليه جنود الوالي، سألوه عن اسمه وموطنه فأجاب بأنه مسيحي. أمره الوالي أن يقدّم الإكرام للوثن فامتنع. قال: لا يقدر الجسد أن يصنع شيئاً خارج مشيئة النفس. وهو لا يشاء أن يقدّم الإكرام إلا لإلهه. علقوه وضربوه وعذبوه. ألقوه في النار فصلّى من اجل جلاّديه فإذ بملائكة منيرة تظهر محدّثة إياه ومشجعة. بتأثير ذلك رمى الجلاّدون مشاعلهم وهتفوا لإله المسيحييّن. ولما حصل اضطراب ليس بقليل قبض على الجلاّدين وألقوا في المياه فماتوا غرقاً. أما قدّيسنا فأسلم الروح في النار دون أن تمسّه بأذى. وقد ورد أن المسيحيّين تمكّنوا من الحصول على جسده وواروه الثرى بإكرام وأن عجائب جمّة جرت برفاته.
يشار إلى أنّ تاريخ استشهاد القدّيس كريكاندوس الميراوي غير محدّد تماماً لكن ثمّة من يظنّ أن ذلك كان خلال حملة داكيوس على المسيحيّين، منتصف القرن الثالث للميلاد.