بدايةً رحب الأب جورج مسوح بسيادة المطران جورج خضر وسعادة النائب غسان مخيبر والحضور واعتبر ان إشكالية ’’المؤمن والشأن العام‘‘ قديمة وهي منذ بدء المسيحية، السؤال يدور بالظبط حول السلطان الذي يعطى من فوق، وضمير المؤمن هو امام سؤال مفاده كيف ينسجم ايماني مع الشأن العام؟
كما وطرح في مقدمته موضوع المقاومة، هل المؤمن مدعو للثورة من اجل الإصلاح وضرب الفساد. ما الذي يميز بين الشأن السياسي والوطني؟ من يضع الحدود؟ هل المسيحية هي حقاً غير مدنية ام ان المسيحية هي صرخة من اجل الإنسان؟.
بعد ذلك أعطى الحديث لسعادة النائب غسان مخيبر الذي تحدث عن المؤمن المواطن والشأن العام، وأي دور للشباب وهل من تعارض بين الإيمان والعمل في الشأن العام.
إعتبر النائب مخيبر ان عبارة الشأن العام ملطفة للكلام عن السياسة، والسياسة هي ملك للناس وليس ملك لطبقة من الناس. والمواطن هو طبيعة خاصة مرتبطة بالمدنية بحيث هو فاعل وليس مجرد متفرج، هي عمل مستمر في الرقابة والمحاسبة.
والسؤال الذي يطرح علينا نحن كمؤمنين هو كيف نعيد الإعتبار للسياسة على انها عمل شريف نظيف وان نحرك هذا الدور او تلك الروح بالشأن العام. ونهايةً أعطى عدة اقتراحات عملية للخروج من هذا الوضع وإنجاح العمل في الشأن العام:
1- تنمية الحس بالمسؤولية والخروج من حالة القرف والعودة الى الفعل والعمل.
2- إستقساء المعلومات الصحيحة التي كثيراً ما تكون مشوهة عبر وسائل الإعلام المرهونة للمال والسياسة.
3- الإلتزام في قضيةٍ ما، تطال الشأن العام (الدفاع عن الحريات – توفير خدمات صحية- تطوير البيئة …)
4- تنمية ثقافة العمل المشترك.
5- عمل الروح الذي هو شرط أساسي للإنتقال من حالة سيئة الى حالة سليمة.
وختم بالقول “ان الشباب ليس حقبة من الحياة، بل إنه حالة ذهن ونتاج الإرادة…”
بعده كانت كلمة للمطران جورج خضر مما قال:
إن كلام السيد “اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله” يبدو أنها مفهومة خطأ حتى يومنا هذا. في السياق الإنجيلي تعني ان قيصر هو خاضع لله. ملكوت الله لم يعن حصراً الملكوت المقبل الذي تلاقيه بعد الموت ، الملكوت حالة دائمة في نظر يسوع الناصري، الوصول الى إكتمال الملكوت هو الوصول الى آخر حقيقته وملكه. وأوضح بولس هذا عندما قال “ملكوت الله في داخلكم”. بقوة هذا الملكوت تعملون دين تعملون سياسة، من الخطأ القول في الكنيسة هناك مجال للمقدس ومجال للدهري، كل شيء مقدس والهاجس الإلهي هو ان نسقط كلمة الله في الزواج في العائلة في النضال السياسي في الإهتمام بالدولة. إستطاع المسيحيين ان يميزوا بين الاسرار والعمل السياسي واعتبروا ان هناك Synergie مشاركة تعاون بين الإدارة البيزنطية التي هي في خدمة الكنيسة.
نحن في كوننا كنيسة لا ينبغي أن ننجر ونحن نبشر في دولة علمانية قد لا تخرج بالضرورة الى النور، كل الارثوذكس يعملون سياسة ولكن لا يجب ان يكونوا متحيزين وطائفيين، هناك سلوكية سياسية.
ينبغي ألا نخاف من العمل في الشأن العام، بل أن نقبل اليه دون يأس من وضع الدولة، ولا من الإنسان اللبناني، بل بثقة المؤمن بأن “ملكوت الله في داخلكم‘‘.