العمر:15-18
الأهداف المعرفيّة والقيمية:
توعية الشباب بأهمية الكتاب المقدس في حياتهم.
مقدمة :
يقول العلامة أوريجانوس: “أن الكتاب المقدس هو إله الله الواحدة الكاملة المنسجمة معاً، تعطى خلال الأصوات المتباينة صوت الخلاص الواحد للراغبين في التعليم..”.. هذه القيثارة التي تبطل عمل كل روح شرير وتقاومه، كما حدث مع داود الموسيقار العظيم في تهدئة الروح الشرير الذي كان يتعب شاول (1صم 14:16).
لذلك فالوعي بالكتاب المقـدس لـدى الشـاب هـو شـرط أساسي لا يمكن التغاضي عنه، لكي يسلك في هـذه الحيــاة بقوة الروح وينتصر على كل إغراءات الجسـد وشهــوات العالم وغروره.
أولاً: الكتاب المقدس… ما هو؟
1- هو كلمة الله :
وكلمة الله حية… وتعطى الحياة.
فعالة… لابد أن تترك أثرها في كل من يقرأها.
وأمضى من كل سيف ذي حدين… لا يمكن أن يخيب كل من يستخدمها أو ينهزم.
وخارقة إلى مفرق : النفس والروح… لتميز بين ما هو نفساني حيواني، وما هو روحاني إلهي.
والمفاصل… لتعطى قدرة على السلوك والحركة الروحية السهلة.
والمخاخ… لتعطى شبعاً كاملاً يغنى عن خرنوب العالم غير المشبع.
ومميزة أفكار القلب ونياته… فكلمة الله تدخل إلى العمق، وتخترق النية الداخلية للإنسان وتحاسبه ليس فقط على ما يظهر بل بالأولى على ما يبطن.
“لان كلمة الله حية و فعالة و أمضى من كل سيف ذي حدين و خارقة إلى مفرق النفس و الروح و المفاصل و المخاخ و مميزة أفكار القلب و نياته ” (عب 4 : 12)
2- هو رسالة شخصية للإنسان :
في كل حالات الإنسان يستطيع أن يجد جواباً لكل ما يشغله… راحة للمتعب.. عزاء للحزين.. قوة للضعيف.. نوراً لمن يسير في الظلمة.. إرشاد للحيران.. قبولاً للمنبوذ.. رجاء للخاطئ.. تشجيعاً للمبتدئ.. نعمة للمجاهد.. مكافأة للمنتصر.. مؤازرة للمحتاج.. معونة لمن هم في ضيق.. ثباتاً للقديسين.. توبة للخاطئين.
ألا يستحق الأمر أن ننحني بخشوع أن نقف بخوف الله وننصت لسماع الإنجيل المقدس، ونقول مع صموئيل: “تكلم يارب فإن عبدك سامع”.
3- هو منهج للسلوك وطريق للحياة :
فهو يمتلئ بالقصص التعليمية الهادفة.
وبالوصايا المنيرة الهادئة.
وبسير القديسين المضيئة.
وبالوعود التي تشجع القلوب.
وبالإنذارات التي تردع العصاة.
أخيراً..
نجد في حياة رب المجد يسوع المسيح مثالاً، لكي نتبع خطواته، ومدرسة كاملة نتعلم فيها. فهو بحق “سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي”.
ثانياً: ما هو موقفي من الكتاب المقدس
1- أن أحبه :
أ- لأنه يكلمنا عمن أحبنا… فموضوع الكتاب المقدس هو شخص المسيح له المجد، الذي أحبنا وبذل ذاته لأجلنا.
ب- لأنه يمتلئ بالمواعيد المباركة التي تعزينا وتملأ حياتنا بالنور والرجاء.
ج- لأنه فيه أسلحة محاربتنا غير الجسدية التي تحمينا من كل شر وشبه شر، لأنه سيف الروح الذي يقطع بقوة كل الخيوط التي تربط قلوبنا بالعالم أو الشهوة.
2- أن أواظب على قراءته :
ونلاحظ هنا :
أ- ليكن لك كتابك المقدس الخاص، الذي تضع فيه ملاحظاتك بالطريقة التي تناسبك.
ب- ليكن لك وقتك الخاص الذي تكرسه لدراسة الكتاب المقدس بحسب ترتيب يومك.
ج- ليكن لك كتابك الروحي الذي يساعدك على فهم الكتاب المقدس ودراسته.
3- أن أطبقه عملياً في حياتي :
هدف الكنيسة والكتاب المقدس بالنسبة للشاب هو :
أ- أن نقرب البعيد من الله إليه، وهذه هي قلب رسالة الإنجيل.. “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات”.
ب- أن نثبت القريب في الله والثبات بالكلمة… “عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح”.
ج- أن نشجع الخدام لنشر ملكوت الله… “اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها”.
ثالثاً: إرشادات عامة :
1- الكتاب المقدس ليس للمناقشة أو العلم، ولكنه أساساً للحياة والسلوك. فالقديس أنطونيوس هو المفسر المثالي للكتاب المقدس إذ صرف حياته كلها ثمناً لأية واحدة منه.
2- لا تستعجل النمو في دراسة كتابك، أو الوصول للكمال فيه. فالحكمة في النمو تقوم على المبدأ القائل: “قليلاً قليلاً… ساخناً… باستمرار”.
3- هناك فرق بين القراءة التعبدية التي تعتمد على جزء أو أجزاء بسيطة من الكتاب المقدس، والقراءة – الدراسية التي تعتمد على طريقة معينة مناسبة للإلمام بموضوعات الكتاب وفهمها.
4- الآب هو المتكلم والابن هو الكلمة والروح هو الملهم لذلك. فالفهم الصحيح للكتاب يعتمد على العلاقة الصحيحة بالله الواحد المثلث الأقانيم.
5- اجعل قراءتك لكتابك المقدس تطرد خطيتك، ولكن لا تسمح للخطية في حياتك أن تعطل قراءتك لكتابك المقدس… فالقلب المفتوح أمام الكتاب المقدس مغلق أمام الشيطان.
6- لا تربك نفسك كثيراً فيما لا تفهم، ولكن بمرور الوقت والمثابرة سوف تعرف وتكتشف كنوزاً مخبأة في كتابك فلا تتعب أو تترك قراءتك ولكن صل وأطلب الإرشاد من الله.
7- الصلاة والكتاب المقدس خطان متوازيان يسيران معاً للثبات في المسيح فأجعل حياتك تسير عليهما على الدوام.