قام فرع القديس جاورجيوس لمرحلة العاملين في اللاذقية برحلة برحلة الى لبنان زاروا فيها دير البلمند البطريركي، دير النورية، ودير القديس يعقوب الفارسي المقطع.
بعدها توجهت الرحلة إلى مغارة جعيتا التي كان لها الأثر المميز في نفوس وعقول المشاركين الذين أجمعوا على سحر روعتها وجمالها الذي يمجدّ الخالق. ففي سرّ جمالها الطبيعيّ نتذكر أن: “الضعف يقهر القوة واللين ينتصر على القساوة”، وهو الأمر الذي يدركه كلّ إنسان لكن للأسف ما من إنسان يأخذ هذه العبرة من الطبيعة.
وفي الحديث عن هذه التحفة الطبيعية الخلابة:
اكتشفت المغارة السفلى فيها بينما كان السيد تومسون يقوم بعملية صيد في عام 1836 فسمع صدى عجيباً لطلقة أطلقها وراح يبحث عن مصدر هذا الصدى. وفي العام 1958 اكتشف منفذ إلى المغارة العليا لا يبعد سوى 650م عن المدخل الحالي.
داخل الجبل استطعنا لعمق 800م أن نتجول بقوارب صغيرة في المغارب السفلى، وسرنا على أرض جافة في المغارة العليا. وفي هذا الجو الرائع والذي شكلته المياه عبر آلاف السنين يخطر على بال الإنسان لدى سماعه قطرات المياه ما قاله الشاعر لاوتسيه عن المياه التي كونت كلّ شيء: “إلحاح الماء في مواجهة الصلب لا يكاد يضاهيه شيء، كما لا يغيره شيء من الأشياء”.
الماء هذا المهندس للكهوف وهو في الوقت نفسه صانع للمواهب وصبور، فما أن يفرغ من تجويف قاعة هائلة في باطن الأرض حتى يشرع في تزيينها. الماء يراكن وببطء ما يحتويه من المعادن البلوريّة الحجرية الرقيقة خالقاً بذلك رواقاً رائعاً مليئاً بالتمائيل التي تَسحر الأنظار بتنوعها وجمالها.
عرفنا هناك في هذه المغارة العجيبة أنّه: حين ترشح المياه المشبعة بكربونات الكلسيت المتتالية من سقف المغارة ينشأ عنها أنابيب صغيرة تسمى بحلقات المعكرونة وحين ينسد أحد هذه الأنابيب تنساب المياه على جوانبه الخارجية وتغلظ وتنشأ بذلك الهوابط الحجرية، ومن قاع المغارة تنمو الصواعد المستديرة إلى الأعلى باتجاه الهوابط. أما الأعمدة فتتشكل لدى التقاء الصواعد بالهوابط وليس نادراً أن تستغرق مثل هذه العملية مئة ألف سنة أو أكثر.
مجسماتٌ منمنمة غريبة الشكل خارجة عن المركز. إنّ الأشكال المختلفة تُبدع دروباً وأنواعاً متعددة تُظهر كم أنّ الطبيعة لا متناهية في قدراتها الخلاقة.
لا يوجد في العالم مغارة تضاهي في غناها وتفرعها الباهر جمال مغارة جعيتا التي تعجز الكلمات عن وصفها.