كلمة الأخ بركات مخول رئيس مركز عكار في احتفال مركز عكار بالذكرى الثامنة و الستين لانطلاقة الحركة

mjoa Wednesday May 5, 2010 307
المسيح قام حقاً قام

سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام
قدس الآباء الأجلاء
الأخُ الأمينُ العام رينه انطون
الإخوةُ والأخوات الحركيين
يزدادُ فرحُنا اليومَ باستقبالِ رفاتِ القديس نيقولاوسَ بيننا على أيدي الآباءِ الأجلاءِ الذينَ باركونا بحضورهم من الكنيسة اليونانية.
ونفرح أيضاً بتعييدنا اليومَ لمرور ثمانيةِ وستينَ عاماً على عنصرةٍ جديدةٍ في أنطاكيا، حيث هبَّ الروحُ على شبابٍ فأرسلَهم ليحمِلوا كلمتَه الى العالمِ المُثقَلِ بالجراحِ والهمومِ فشكَّلوا مجموعاتٍ بدأتْ تعملُ على إعادةِ فتحِ الكتبِ ليغرفوا منها كلمةَ الحياة.
ونحن في أبرشيةِ عكار نحتفلُ بمرور خمسةِ وعشرين سنة، على وصول شعلة النور إلينا، التي عمل على تغذيتهاالمثلث الرحمات المطران بولس بندلي مع مجموعةٍ من الشبابِ الذين كرّسوا حياتَهم لخدمةِ الكلمةِ الإلهية. ونستمر اليوم برعاية أبوية جليلة كريمة محبة عَنَيتُ به سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام الذي منذ تسلّمِه زمامَ الأبرشيةِ اعتبر أن حركة الشبيبة الأرثوذكسية وصيةً مقدسةً ودعا في كلِّ المناسبات الى تفعيلِ وتنشيطِ دورَ الشبابِ على مستوى الأبرشية كافة.
أيها الإخوة ساتحدث عن نقاط ثلاث تمسّنا:

أولاً: وجودُنا في عكار:
هناك ظاهرة غريبة ومخيفة تتجلى في بيع الأراضي وتركها للغرباء، هذا بالاضافة الى ظاهرة قديمة جديدة وهي نزوح الشباب الى المدينة حيث تفرغ قرانا وبلداتنا من الشباب الجامعي الذي يضطر لاحقاً الى العمل خارج منطقته أو الهجرة للبحث عن لقمة عيشه في أصقاع الأرض.
هذا الخطر نعاني منه على مستوى الشباب الملتزم الذي لطالما حمل البشارة وعلّم ولكنه تحت وطأة الظروف المعيشية اضطر الى ترك قريته والى غربته عن مجتمعه وأهله وكنيسته. لذلك وجب علينا اليوم أن نثبت أكثر بأرضنا وقرانا وأن نتجذر فيها وإن كانت بقاع الدنيا مسارح للشهادة فالله أرادنا أن نكون هنا أن نحمل كلمته هنا في هذه الأرض المقدسة التي جبلت بدماء ودموع أهالينا وأجدادنا.
لم يكن العمل الرسولي يوماً بدون صليب وتضحية ونكران الذات فأجدادنا جاهدوا وتعبوا وماتوا ولم يتركوا أرضهم وكنيستهم رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بهم. لذلك أيها الإخوة والأخوات علينا أن نعمل جاهدين كلٌّ من موقعه لخلق فرص عمل للشباب في هذه المنطقة، وهذا ما يسعى جاهداً القيام به سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام الذي عمل ويعمل على تأمين فرص عمل جديدة في عكار ويسعى مع كافة الجهات الرسمية والخاصة لخلق أكبر عدد من فرص العمل. فلنقف جنباً الى جنبه والله سيكون معيناً لنا.
ثانيا: الالتزام في الخدم والصلوات وتشجيع المواهب:
إن المشاركة في الليتورجيا والخدمِ الطقسيةِ والأصوامِ والصلواتِ يجبُ أن تكونض أولوية في حياتِنا فكيف نسعى الى قداسةِ العالم ونُهملْ قداستَنا الشخصية.
انَ المشاركةَ في القداس الإلهي وكافة الصلوات التي تُقامُ في الرعية ولا سيما صلاة الغروب والسحر يجب أن تطبعَ حياتَنا إذ كلَما خفَّ التصاقُنا بالكأسِ الواحد وكلَما ابتعدنا عن قراءة الكلمة الإلهية كلّما خَفَتَ النورُ فينا لذلك وَجُبَ علينا أن نسألَ أنفسَنا كلٌّ في رعيته وفرِعه أما زلنا نشجعُ ونبادرُ الى الصلواتِ والقراءة، قراءة الكلمة الإلهية، (ألم نتعلم من تراثنا أنّه يجب أن نضع قرب سريرِنا ثلاث كتب: كتابين ثابتين هما الكتاب المقدس وكتاب الصلوات اليومية وكتاباً ثالثاً للقراءة ما أن نقرأه حتى نبدِلُه بآخر). وبعد هل نعمل على اكتشاف المواهب وننميها بين شبابنا؟ اليس الحقل واسع والفعلة قليلون؟
هل ما زلنا نفتقدُ أحبةَ يسوع الصغار؟ من خلالِ صناديقِ المحبةِ والعمل الاجتماعي والتبني المدرسي. أين نحن من فلس الأرملة؟ أيها الإخوة لا يمكننا أن نبقى في كنيسة الناصري بخلاء وهو أعطى حتى الموتْ موتْ الصليب.
ثالثاً: تفاعلنا مع رعاتِنا والمجتمع:
ان الرعايةَ الأبويةَ لكلِ عملٍ حركي مهما صغُرَ أو كبُرَ شأنُه كان هاجساً عند الإخوةِ منذ البدايات، فعملوا على أخذِ البركة الأبوية من المجمعِ الانطاكي المقدس الذي بارك عملهم وما زال.
إن الأبناءَ بحاجةٍ ماسة الى الآباءِ المحبينَ المتواضعين الذين يسهرونَ سهرَ الراعي الصالح على رعيته. وعلى الأبناءْ أن يكونوا مطيعينَ لآبائهم طاعةَ الكنيسةِ للمسيح. وكلّما ترسّخت علاقةُ الثقةِ والحوار والمحبة بين الآباءِ والأبناءِ على مستوى الرعيةِ أو الأبرشية كلما كانت الثمارُ وافرة. لذلك أيها الإخوة وجَبَ علينا في فروعِنا أن نلتقيَ دائماً آباءَنا. نخططُ معاً ونعملُ معاً من أجلِ رعيةٍ محبةٍ وشاهدةٍ ليسوع المسيح.
أما المجتمعُ الذي نعيشُ فيه من مجتمعِ الرعيةِ الصغير، الى فضاءِ الوطنِ الواسع علينا أن نكونَ فاعلين وخادمينَ فيه ولا يمكن أن نحقق ذلك الا من خلال انخراطِنا في مؤسساتِ الكنيسةِ أولاً وثانياً من خلال انخراطِنا في كافة نواحي الحياة الاجتماعية في الرعيةِ والمجتمع. يمكن أن تكون هذه المؤسسات حقولاً نشهَدُ فيها بخدمتِنا ومحبتِنا وتواضُعِنا لأيمانِنا بيسوعَ المسيح القائمِ من بينِ الأموات.
أخيراً أشكرُ اللهَ على هذا اللقاء الذي جمعَنا ببركةِ صاحب السيادة ووجودِ الآباءِ الأجلاءِ والإخوةِ جميعاً وكل عامٍ وأنتم بخير. المسيح قام حقاً قام.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share