الجمعة من أسبوع السامرية
تذكار ظهور الصليب المقدّس في سماء اورشليم (351م)
والقدّيس البار نيلوس سورسكي (+ 1508م)
ولد في السنة 1433م في كنف عائلة نبيلة في موسكو. كان مسؤولاً عن المحفوظات لدى الأمير الكبير. ترك كلّ شيء واعتزل في دير القدّيس كيرللس – البحيرة البيضاء. كيرللس هو أحد تلامذة القّيس سرجيوس رادونيج. وإذ وجد نيلوس أن الصرامة في دير القدّيس كيرللس ضعيفة، وأن الرهبان يتبعون مشيئاتهم أكثر مما يتمسّكون بتراث الآباء القدّيسين، ترك المكان وخرج يبحث عن مصادر أصيلة للحياة الرهبانيّة بمعيّة صديقه وتلميذه القدّيس أينوكنديوس، مؤسس دير كومل. زار الأثنان أديرة القسطنطينية وبقيا سنوات عديدة في الجبل المقدّس ليدرسا تقاليد الآباء القدامى ونمط الحياة الهدوئيّة التي ازدهرت. هناك تلقّن نيلوس اليونانيّة فصار بإمكانه أن يتأمّل كتابات الآباء في شأن حفظ الذهن وصلاة القلب.
عاد الصديقان إلى دير البحيرة البيضاء حوالي السنة 1480م وبنى أول قلاية بقرب الدير ثم ابتعد خمسة عشر كيلومترًا ليقيم في موضع موحش ليس فيه ما يجتذب الزائرين، أراد بذلك أن يستغرق في السكون والصلاة بلا تشتّت كذلك في دراسة الكتب المقدّسة، بما فيها كتابات الآباء القدّيسين وسير القدّيسين. بعد فترة اضطر لقبول عدد من النسّاك وسمح لهم ببناء قلاليهم الخاصّة بهم حول الكنيسة وتركهم يخوضون غمار حربهم الروحيّة على أساس شهادة الضمير. كان الأخوة يجتمعون مرّتين في الأسبوع ليقيموا سهرانة الليل بطوله ويختمونها بالقدّاس الإلهيّ والمائدة المشتركة.
ذاع صيته حتّى بلغ أكثر المراكز في روسيا، واشترك في مجمع موسكو في السنة 1490م، للنظر في وضع بعض المتهوّدين الهراطقة، كما اشترك في السنة 1530 في مجمع اقترح خلاله تجريد الأديرة المشتركة من ملكية القرى والأملاك الواسعة التي تلهي الرهبان عمّا يتفق والرهبانيّة ويحوّلهم غلى قوى إقطاعيّة. وبعد ذلك أمسك القدّيس عن الكلام واعتزل في إسقيط سورا وأمضى سنيه الأخيرة في الصلاة منشغلاً بنسخ مخطوطات القدّيسين الآباء.
القديسون الشهداء كودراتوس ورفيقاه
الطروباريات
طروبارية تذكار علامة الصَّليب التي ظهرت في السَّماء على مدينة أورشليم
إنَّ رسمَ صليبكَ قد أشرقَ الآنَ يفوق الشَّمس بهاءً، ممتداً من الجبل المقدَّس إلى مكان الجلجلة، وبه أعلنتَ يا مخلِّص قوَّتكَ التي فيه. فلذلك أيِّد عبيدك المؤمنين وخلِّصهم كلَّ حين بسلام، بشفاعات والدة الإله أيها المسيح وخلِّصنا.
طروبارية اللحن الرابع
إنّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامة البهج، وطرحنَ القضيّة الجدّيّة، وخاطبنَ الرسلَ مفتخراتٍ وقائلاتٍ: قد سُبِيَ الموتُ وفامَ المسيحُ الإله مانحًا العالمَ الرحمةَ العظمى.