القديسان الشهيدان غليكارية ولاوديكيوس
قضت غليكارية شهيدة للمسيح في زمن الأمبراطور الروماني أنطونيوس المكنّى ب”التقي”. كانت غليكارية ابنة ضابط روماني رفيع وقيل ابنة حاكم مدينة رومية. فلما مات والداها افتقرت وانتقلت إلى تراجانوبوليس حيث اقتبلت الإيمان بيسوع وأخذت على عاتقها مهمّة تثبيت المؤمنين في إيمانهم.
وقد حملتها غيرتها، ذات يوم، على رسم الصليب على جبهتها والمثول أمام الحاكم سافينوس. هذا كان، آنئذ، في هيكل زفس يضحّي. فسألها عن قنديلها فأشارت إلى علامة الصليب على جبهتها وقالت: “هذا قنديلي!” وإذ اعترفت بالمسيح سيّدا حاول إرغامها على التضحية للصنم فرفعت الصلاة إلى مسيحها. للحال هوى التمثال وتحطم. رشقها الوثنيون بالحجارة، فلم تصبها حجارتهم بأذى.
عذبت وألقيت في السجن. سدّ عليها بإحكام لتموت جوعا فجاءها ملاك الرب وعالها. نقلها الحاكم إلى هيراقليا. عرّضها للنار فلم تحترق. سلخ جلد رأسها وألقاها في السجن. لما رأى حافظ السجن، لاوديكيوس، في اليوم التالي، أنه لم يصبها أذى بل كانت تتمتّع بصحّة جيّدة، كأنه لم يحدث لها ما حدث في اليوم السابق آمن بالمسيح وجرى للحال قطع هامته.
بعد ذلك ألقيت شهيدة المسيح للحيوانات فأظهر الرب الإله فيها عجائبه إلى أن أسلمت روحها بين يديه بعضّة لبوة. قيل إن ذلك حدث في حدود العام 141 م. ربضت رفاتها في هيراقليا وشهد القدامى أن سائلا طيبا كان يفيض من مثواها وأن عجائب جمّة كانت تجري بها. هذا وقد بنيت فوق ضريحها كنيسة بديعة ، كما نقل جسدها، فيما بعد، إلى ليمنوس فيما بقيت جمجمتها في هيراقليا تفوح طيبا وتشفي الحجّاج المرضى المقبلين إليها بإيمان.