القدّيسان الشهيدان هرمياس وماروس (القرن 3 م)
كان هرمياس جنديا خدم في الجيش الأمبراطوري إلى سن متقدّمة في كومانا في بلاد البنطس. آمن واعترف بالرب يسوع المسيح في زمن الأمبراطور أنطونينوس التقي. حاول الحاكم سبستيانوس، أن يحمله على التراجع عن إيمانه وان يقرّب الذبائح للأوثان. ولما لم يلق أي تجاوب اغتاظ وامر بتحطيم أسنان هرمياس فحطّموا فكّه بحجر وشوّهوا وجهه. ألقوه بعد ذلك في آتون محمّى لكن النار لم تؤذه لأن نعمة الله ظلّلته.
سقي سما قويا قاتلا أعدّه له ساحر اسمه ماروس بناء لأوامر القاضي لكن أذى السمّ تعطّل فيه. لما رأى الساحر ذلك اندهش وآمن بالرب يسوع. للحال قتلوه بحدّ السيف. بعد ذلك فقأوا عيني هرمياس، فقال للحاكم: “خذ عيني الجسد اللتين اعتادتا النظر إلى أباطيل هذا الدهر، فأن لي عينين أخرتين في قلبي بهما أعاين بصفاء النور الحقيقي. علّقوه على شجرة، رجليه إلى فوق ورأسه إلى أسفل. عمي الذين كانوا يعذبونه وأخذوا يتلمّسون طريقهم تلمّسا لأنهم أضاعوا اتزانهم. دعاهم هرمياس إليه. جاؤوه على مصدر صوته. وضع يديه عليهم وأعاد لهم البصر بنعمة الله والصلاة. ولما رأى القاضي كل ذلك صار كأسد زائر. وإذ امتشق سيفه ضرب القدّيس فحسم هامته. جاء مسيحيون وأخذوا جسده سرّا ودفنوه بإكرام.
صارت رفاته منبعا لأشفية جمّة. كان استشهاد هرمياس وماروس في حدود العام 160 م.