ما هي الحركة ؟
إن أساس هذا الدور ينبع مما يعكس هويّة الحركة ويتوافق وحضورها تاريخاً وحاضراً. فالحركـة، أيّ كلّ عضو فيها، هو عضو نال عضويته الكنسية في جرن المعمودية الذي ضمّه إلى الله والأخوة، أساقفةً وكهنة وعلمانيين. ولذلك إن رأى أعضاؤها أنفسهم دُعاة الى الحقّ في جسم الأبرشية الواحد، الذين هم منه وفيه، فتكون رؤيتهم عمّاديـة تنادي بالطهر وتدعم الطُهر، أينما ظهر، تستقي منه وتدعمه ليكون الله هو الكلّ في الكلّ. من هنا فإن كلّ يوم من يوميات حركة الشبيبة الأرثوذكسية، أينما وجدت، وعبر نحو سبعين سنة من تاريخها، يحكي هذا الدور. وكلّ ثمرة خيّرة من ثمار هذا التاريخ حتى اليوم، تحكي هذا الدور. ويمكن لمن يشاء المزيد حوله الحصول عليه من مضامين الموقع الالكترونيّ للحركة، وخصوصاً منها، تقارير الأمناء العامّين، وإصدارات مجلـة النور.
يعكس هذا التساؤل إيحاءً بأن الانتماء الى الحركـة يتناقض والانتماء إلى الأبرشية، وكأن الحركة هي إبنة الأمس القريب. لقد عرفت الحركـة، عبر تاريخها الطويل، نظاماً وحدوياً رائداً أقام أعضاءها في المدى الأنطاكيّ والأرثوذكسي العالميّ دون أن يخلق أيّ فصل أو تناقض بين إنتمائهم، الراسخ والثابت، إلى رعاياهم وأبرشياتهم، وحضورهم في قلب هذا المدى الوحدوي. هذا يدفعنا الى القول إن الادارة في الحركة تتلاقى جوهرياً وأيّ إدارة يحكمها أسقف أبرشية هو، جوهرياً، عضوٌ في المجمع الأنطاكيّ المقدّس. فالادارة، في الكنيسة، هاجس وحدوي. الحركة قالت منذ انطلاقتها أنها من الكنيسة وإليها. وهذا القول عندها يرتدي معناه ثوباً أنطاكياً. لا يعني هذا إنفصالاً عن أيّ موقع، بل نزول في الموقع على أساس اننا واحد في كلّ مكان.
يجب أن يعرف واضع هذه العبارة أن الجرح الذي يتأتّى منها لا مثيل له. لن نردّ عليها الآن لكوننا لم نسمع الأسقف يقول لنا هذه العبارة مُباشرةً. لكنّ باختصار نقول نحن لم نخرج من الكنيسة لنعود إليها. إن كان هناك من يريد أن يُخرجَنا، قليقل لنا ذلك مُباشرةً. ومن ثمّ لكلّ حادث حديث.