ولد خلال فترة وصاية الأمبراطورة إيريني، ام الأمبراطور قسطنطين السادس. من عائلة معروفة. أبوه قسطنطين كان بطريقا وجنرالا في الجيش الأمبراطوري. انكبّ، على الدرس ليجمع في نفسه، كل ما وجده ساميا في الفلسفة والأدب. تزوّج وصار، بطريقا ورئيس أركان الجيش. رافق الأمبراطور نيقيفوروس الأول في حملته العسكرية ضدّ البلغار. فلمّا وقعت معركة كروم الدامية التي شهدت مقتل الأمبراطور سنة 811 م، وقع بطرس أسيرا هو وخمسون من النبلاء. ولكن ظهر له القدّيس يوحنا اللاهوتي أثناء الليل وأطلقه من قيوده ونقله إلى الأرض البيزنطية. إثر ذلك طلّق بطرس العالم وأعتبر كل ما فيه سقطا ثمّ اعتزل في جبل الأوليمبوس في بيثينيا حيث صار راهبا. تتلمذ للقدّيس يوانيكيوس الكبير . تمرّس، على مدى أربع وثلاثين سنة، بالطاعة والشهامة، على حياة الفضيلة. فلمّا رقد القدّيس يوانيكيوس بالربّ، عاد إلى القسطنطينية واستقرّ بقرب كنيسة إيفندروس التي كان قد أسّسها على مسافة غير بعيدة عن القرن الذهبي ليتابع فيها سعيه النسكي. قضى هناك ثماني سنوات، بعد وفاة زوجته وولده، في كوخ بناه بيديه. كان يلبس الخيش وتحته، على الجلد، ثوبا من القش المجدول جرى دفنه فيه. كان يبقى عاري القدمين في كل وقت ويروّض جسده بالأصوام والأسهار وكل أعمال النسك التي تدينه من الكائنات اللاهوتية. وبعد رقاده في اول تموز سنة 854 م جرت بجسده عجائب عدّة بين الذين كانوا يأتونه، بإيمان، موقرين.
الطروبارية
أيّها القدّيسان الماقتا الفضة والصانعا العجائب، افتقدا أمراضَنا، مجّاناً أخذتما مجاناً أعطيانا.