القدّيس ميرون
ولد القدّيس ميرون في كريت لعائلة تقية. تزوج وعاش يعمل في الأرض، بدافع محبته، اعتاد أن يوزّع، حسنات، قسما كبيرا من محاصيله. وقد عوّضه الله حسنا حتى بات كلما أعطى كلما كان حصاده أوفر. رأفته بالفقراء ورحمته لهم فاقت، كل تصوّر. يحكى عنه ذات يوم، فاجأ في أهرائه، اثني عشر رجلا، يسرقون محاصيله. وقد بلغ جشعهم حدا جعلهم يملأون أكياسهم حتى الطفح ولما يعد بإمكانهم أن يرفعوها. فلما فاجأهم لم يزجرهم ولا تعرّض لهم بسوء بل ساعد كلا منهم على حمل كيسه على كتفيه، وأوصاهم ألا يكشفوا الأمر لأحد ووعدهم بتزويدهم بالمزيد، إذا ما أحتاجوا، لوعادوا إليه في وضح النهار.
أهّلته فضائله للكهنوت. صار أسقفا لغورتينا ورئيس أساقفة لكريت إثر الاضطهاد الكبير لذيوكليسيانوس قيصر. أبدى، في خدمته، حكمة رعائية أخّاذة وأعان خرافه الناطقة بعجائب جمّة أجراها الله بصلاته. على هذا أوقف جري نهر هدّد بالطفح. فلما عاد إلى مقرّه، أوفد بعض الرجال ليجعلوا عصاه الرعائية في الماء الذي استعاد جريه العادي. أمضى سنوات طويلة على رأس كنيسته يفيض الرحمة والنعمة من حوله، على صورة الله الذي يفيض عطاياه. رقد، بسلام في الربّ، عن عمر قارب المئة،حوالي العام 350 م.
الطروبارية
لما تجلّيت أيّها المسيح الإله على الجبل، أظهرت مجدَكَ للتلاميذ حسبما استطاعوا، فأَطلع لنا، نحن الخطأة، نورَكَ الأزليّ. بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور، المجدُ لك.