كان الأمبراطور استفانوس الاوّل ينظر، بعطفٍ، الى المسيحيّين، لكنّه ما لبث ان وقع تحت تأثير السحرة فأصدر مرسومًا منع فيه الممارسة العامّة للعبادة المسيحيّة. وطالب الإكليروس جميعًا بتقديم الأضاحي للآلهة، مهددًا بنفيهم، وكان اول ضحايا هذا الاضطهاد القدّيس استفانوس، وما لبث ان تكثّف الاضطهاد وصدر مرسوم قضى بإعدام الأساقفة والكهنة والشمامسة، وعلى هذا جرى إيقاف القدّيس سيكستوس الثاني وفي الطريق التقاه لافرانديس رئيس شمامسته، الذي اراد مرافقته فقال له سكستوس ان هناك جهاد ينتظرك، فأسند اليه العناية بإدارة خزينة الكنيسة.
اتم لافرانديوس المهمة الموكلة اليه فشفى مرضى وغسل أقدام المؤمنين على غرار السيد. وما لبث ان استاقه الجنود وسلم الى القاضي هيبوليتوس، الذي سأله ان يسلمه الكنوز التي لديه فطلب ان يعطى ثلاثة ايام وان تفرز له عربات لهذا الغرض، وفي تلك الاثناء استدعى هيبوليتوس عميانا وعرجا ومرضى وبائسين من كل لونن اركبهم العربات وجاء بهم الى القصر الملكي واعلن “هذه هي الكنوز الأبدية للكنيسة، لا تنقص وتزيد ابدا”.
فصاح فاليريانوس :”ضحّ للآلهة وانس ما تلجأ إليه من سحر، أجابه القدّيس ان ليس ما يجعله يؤثر عبادة الشياطيين على خالق الكل، فسلم للتو للتعذيب، وابدى من الصبر قدرا وافرا، حيث اهتدى احد الجنود المدعو رومانوس وصير الى إعدامه على الفور.
دعي لافرانديوس، للمرة الأخيرة، للتضحية للآلهة فرفض وامر بتجريده من ثيابه ومدّه على ما يشبه السرير الشبكي فوق مجمرة، وبعد عذاب لم يثنيه عن جهاده، لفظ صلاته الأخيرة واسلم الروح.
خرج به القاضي هيبوليتوس سرا الى ملكية الأرملة كيرياكي لمواراته الثرى.
استاق جمع من الجند هيبوليتوس الى الأمبراطور الذي وعده بكرامات عظيمة لكنه تمنى ان يتشرف بالخدمة في عسكر المسيح. فأوثق الى خيل برية جرّرته طويلا، وعلى هذه الصورة حاز إكليل الظفر. وما لبثت ان لحقت به مرضعته واهل بيته الذين هداهم.
هؤلاء استشهدوا عام 258م.
طروباريّة اللحن السابع
حطمتَ بصليبك الموتَ وفتحت للّصّ الفردوس، وحوّلت نوحَ حاملات الطّيب،
وأمرتَ رسلك أن يكرزوا بأنّك قد قمتَ أيّها المسيح الإله مانحاً العالمَ الرحمةَ العظمى.