القدّيس بلامون المصري
سمع القدّيس باخوميوس أبي الشركة الرهبانية، بالمتوحد بلامون فجاء إليه وقرع بابه. استطلعه الشيخ من الكوّة وسأله: “من أنت أيّها الأخ وماذا تريد؟” اجاب باخوميوس: ” أنا، أيها الأب المبارك، طالب السيّد المسيح الإله الذي انت تتعبّد له. أطلب من أبوّتك أن تقبلني لديك وتجعلني راهبا”. قال له بلامون: ” لكنّ، ليست الرهبنة يا بنيّ، بالأمر الهيّن ولا يأتي إليها الإنسان كيفما كان. فإنّ كثيرين طلبوا الرهبنة وهم يجهلون تعبها. ولما سلكوا فيها أعيتهم ولم يستطيعوا الصبر عليها. ثم أنت سمعت عنها سماعا ولا تعرف مقدار ما تستدعيه من جهاد”.
استرسل بلامون في الكلام على الرهبنة ومتاعبها وحدّثه عن حروب الشيطان.فبدل أن يثني كلام بلامون باخوميوس عن عزمه زاده شوقا إلى الرهبانية. فلما رأى بلامون أنّ باخوميوس ثابت في قصده وعزمه فتح له الباب ورحّب به. وبعد ثلاثة أشهر قصّ شعره والبسه إسكيم الرهبنة بعدما قضى ليلة كاملة في الصلاة. وقد سكنا معا كشخص واحد.أهتم بلامون بتلميذه من كل جانب روحي.وكان يطلب منه مرارا أن يسهر معه حتى الصباح. وكانا يقضيان الوقت ما بين الصلاة وعمل اليدّين. هذا وقد درّب بلامون تلميذ على الحياة النسكيّة القاسية الممتزجة بحياة الحب الإلهي حتى يرفع قلبه وحياته فوق احتياجات الجسد.
هذا وقد ساعد بلامون تلميذه في تأسيس نظام رهباني جديد بعدما ظهر ملاك الربّ لهذا الأخير ودعاه لتأسيس نظام الشركة. وكان يزور أحدهما الآخر مرّة في السنة بالتناوب. ثم بعد سنوات قليلة رقد بلامون في الربّ إثر مرض طفيف ألمّ به.
الطروبارية
شهيداك يا رب بجاهدهما نالا منك الأكليل غير البالي يا إلهنا لأنهما أحرزا قوّتك فحطما المغتصبين وسحقا بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.