القدّيس ألكسندروس:
قيل أنّه تسقّف على بيزنطية في حدود العام 314م. اشترك في المجمع المسكوني الأوّل في نيقية سنة 325م. خلف القدّيس متروفانيس. كان من عائلة متواضعة. لم يتسنّ له أن يحصّل أيّة ثقافة عالميّة، لكنّه لمع بفضائله ومواهبه الرسوليّة. دافع عن الإيمان القويم متصدّياً لآريوس ومحازبيه. قيل إنّه جال في تراقيا ومقدونيا وتسّاليا والجزر كارزاً بإيمان مجمع نيقية. لمّا تمكّن آريوس من خداع الأمبراطور الذي ضغط على القدّيس ليقبل آريوس في الشركة، لجأ إلى كنيسة القدّيسة إير يني مصلّياً إلى الربّ سائلاً إعفاءه من التجربة. وفي السبت قبل الإحتفال بقبول آريوس توفي هذا الأخير وانحلّت مشورة الأقوياء على كنيسة المسيح.
رغم ذلك استمرّت الاضطرابات وواصل ألكسندروس الجهاد من أجل الأرثوذكسيّة. رقد بسلام بعد وفاة القدّيس قسطنطين بأشهر قليلة. كان قد بلغ من العمر الثامنة والتسعين.
القدّيس يوحنّا:
ليس واضحاً تماماً أيّاً من الذين تسمّوا بهذا الإسم في القسطنطنيّة هو. أغلب الظنّ أنّه يوحنّا الثامن Xiphilinos الذي كانت أسقفيته بين العامين 1064 و 1075م. رقد في سنّ الخامسة والستين. أصله من تريبيزوند. نشأ في القسطنطنيّة، برز في العلوم القانونيّة وأسند إليه تدريس الحقوق في الجامعة الأمبراطوريّة. ترك العاصمة المتمّلكة إثر وشاية مغرضة. اقتبل الثوب الرهبانيّ وبقي عشر سنوات في أحد ديورة جبل الأوليمبوس في بيثينيا. استدعاه الأمبراطور إلى القسطنطنيّة وجعله بطريركاً مسكونيّاً. استبان رجل سلام ومصالحة وسعى إلى التقرّب من الكنيسة الأرمنيّة. سلك في فقر شديد ونقاوة كاملة. وزّع كلّ ما لديه حسنات. كان يقيم الذبيحة اإلهيّة كلّ يوم ويُجيد في شرح العقائد والضوابط القانونيّة في الكنيسة.
القدّيس بولس الرابع:
يُسمّى الصغير فأصله من قبرص. كان قد لمع بأقواله وأعماله الفاضلة حين أختير، رغماً عنّه، بطريركاً، في الأحد الثاني من الصوم الكبير سنة 780م بعدما شغر الكرسي القسطنطينيّ طويلاً بسبب هرطقة محاربةالإيقونات. تعرّض لضغط شديد من الأمبراطور لاون الرابع ووقّع وثيقة تحرّم إكرام الإيقونات. كان أضعف من أن يقاوم رغم تمسّكه بالإيقونات. آثر الاستقالة والاعتزال في دير فلوروس تكفيراً. دعا إلى مجمع مسكونيّ يصلح الخطأ ويثبّت إكرام الإيقونات.
رقد بسلام بعد ذلك بأشهر قليلة سنة 784م. أكبر الجميع فضيلته وتقواه. وقد التأم المجمع المسكوني السابع، الذي حضّ على عقده، سنة 787م.