الشهيد في رؤساء الكهنة أنثيموس أسقف نيقوميذية والذين معه
في يومٍ من أيّام العام 303م يوم عيد الميلاد، فيما يُظن، أحاط الجنود الرومان بكاتدرائيّة نيقوميذية حيث احتشد المؤمنون، فأضرموا النيران فيها بناء لأوامر الأمبراطور، فاستشهد من كان فيها وعددهم عشرون ألفاً. هؤلاء تعيّد لهم الكنيسة في 28 كانون الأول. حدث ذلك في أيّام الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس.
نيقوميذية كانت العاصمة الشرقيّة للأمبراطوريّة الرومانيّة، وكان المسيحيّون فيها رعيّة كبيرة، وعليها أسقف هو القدّيس أنثيموس.
ليس واضحاً تماماً إذا كان القدّيس أنثيموس موجوداً في كاتدرائيّة المدينة وقت حدوث المحرقة أم لا. جلّ ما نعرفه أنّه لجأ إلى قرية في الجبال القريبة من المدينة اسمها أومانا. ومن هناك أمّن اتصالاً برعيته فأخذ يرعى شؤونها بتوجيهاته ويحث المؤمنين على الثبات إزاء موجة الاضطهاد الحاصلة. وقد ظلّ على هذه الحال ردحاً من الزمن، إلى أن وقعت إحدى رسائله في أيدي الجنود الرومان، فجاء إلى القرية عدد منهم يبحثون عنه. ويشاء التدبير الإلهيّ أن يطرق الجنود باب المنزل الذي كان فيه وهم لا يعلمون فاستضافهم وأكرمهم. وبعدما قام بواجب المحبّة كشف لهم هويته، فاختشى الجند واحتاروا ماذا يعملون. وبعد تردّد، سألوه أن يخفي نفسه قائلين له، أنّهم سيعودون أدراجهم ويخبرون بأنّهم لم يجدوه، فرفض عرضهم لأنّه اعتبر ذلك كذباً، وبالتالي نكراناً من قبله للمسيح سيدّه. كيف يحتال على الوصيّة لينقذ نفسه! فقام واختلى بربّه مصليّاً، ثم عاد فأسلم نفسه.
وفي الطريق، آمن االجنود بالربّ يسوع واقتبلوا المعمودية بيد أنثيموس. وحضر الأسقف أمام الولاة فعاملوه بقسوة وتفنّنوا في تعذيبه ثم قطعوا هامته بفأس.
وقد استشهد معه كلّ من ثيوفيلس الشمّاس ودمنا العذراء وآخرون.