المعجزة

mjoa Sunday October 17, 2010 345
موضوع عن المعجزة: أشرف على النّص والتنقيح الأخ الأستاذ غسان عبيد
المضمون:
– تعريف المعجزة
– المعجزات في العهد القديم
– المعجزات في العهد الجديد (التي قام بها يسوع)
– المعجزات التي قام بها الرسل
– مقارنة ما بين معجزات العهد القديم ومعجزات العهد الجديد
– أُعجوبة “واجب الاستئهال “
– خلاصة
تعريف المعجزة: المعجزة، في القاموس هي “أمر خارق العادة، يعجز البشر عن أن يأتوا بمثله”. ما يعني لنا، نحن المؤمنين أنها عمل محض إلهيّ، يفوق الوصف والادراك ويسمو على كلّ عقل. إنّ الكتاب المقدّس، بعهديه القديم والجديد، يحوي بين دفّتيه روايات عديدة لمعجزات وأعاجيب حصلت هنا وثمة . انّ صنع المعجزات امتياز إلهيّ. فالله، كما نرتل له، “هو الصّانع العجائب العظام وحده”. غير أنّ الربّ يسوع، له المجد، بعظيم محبته التي لا تحدّ، وبتنازله الذي لا يدرك، منح رسله وتلاميذه هذين الشرف والكرامة بأن يشاطروه هذا السلطان فاذا ببطرس وبولس يجترحان المعجزات. وقد كان عنده (عند السيد) شوق كبير لأن يرى تلاميذه يشاطرونه هذه الاعمال، فكانّي به لم يتعب عليهم الّا ليصل بهم الى هذا المستوى. ولعلّ هذا ما جعله في “متّى 17 ” يزجر تلاميذه ويوبّخهم بوصفه إيّاهم بالجيل الملتوي وغير المؤمن اذ لم يستطيعوا ان يشفوا شابّاً مصاباً بالصرع قدّمه اليهم والده.(وكأنّ السيّد شعر أنّ تلاميذه قد خذلوه وانّ أتعابه معهم وعليهم قد ضاعت سدى). وعندما يجترح الرسل او التلاميذ المعجزات لا يجترحونها بسلطانهم الذاتيّ بل بالسلطان الممنوح لهم مجّانا من السيّد، ليصحّ قول بولس “أستطيع كلّ شيء بالمسيح الذي يقوّيني” (فيليبي 4/13) وكذلك قوله: “ليكون فضل القوة لله لا منّا”(2كور 4/7). – العجائب أداة لإثبات صحة تعليم يسوع وللكشف عن أنّه يعلّم كمن له سلطان.
– المعجزات تتخطّى قوانين الطبيعة من دون ان تلغيها. هذه المعجزات تسعى الى ايقاظنا من كسلنا وروتيننا وتلطّف قساوة قلوبنا او تتخطّى عمانا. علينا أن نقف عند أعمال الله العجائبية بمزيد من الرهبة وبقلق مقدّس وحواسُّنا في أقصى حالات الانتباه جاهدين لاستيعاب وتسجيل حتّى أصغر تفاصيل المعجزة وظروفها اذا أمكن. فقط بهذه الطريقة تكون” معلوماتنا” أكبر حجما وتحوّلنا الدّاخلي اكثر عمقا مع كل معجزة جديدة تسمح لنا نعمة الله باختبارها . ليس مسموحا ان نفتتن كالأطفال الصّغار بالنّوعية المؤثّرة الخارجية لأيّ حدث عجائبي قد يحدث، بل على العكس علينا أن نبحث بخشوع عن الأسباب الاكثر عمقا والأبعد لهذه الحادثة غير الاعتياديّة وأن نلج اليها بخوف الله اذا ما جرى” ما يتخطى العقل والفهم” امام أعيننا اذ ان السّبب الرئيسي لعمل الله العجائبيّ ليس” ليؤثّر” ولا” ليخيف” بل ليحقّق التطهّر الذي هو تقديسنا وخلاصنا . ان الأسباب الأكثر عمقا جوهريّة وهي دائما “مخبّأة” في داخل الحدث .المفارقة كبعد سريّ او حتّى كعامل معياريّ للمعجزات بامكاننا القول أن الله سعيد باختباء رسائله العميقة. خلاصة ما تقدّم أنّ المعجزة حاصلة،ونحن،بالتالي، نقرّ بها. فأنت لا تستطيع ļنكار ما هو حاصل. وايماننا قائم،أصلا ،على أن “عظيمة هي أعمال الله وعظيمة حكمته” وعلى أن “الله عجييب في قديسيه” وأنّه “حيث يشاء الله يغلب نظام الطبيعة” ولكن يبقى ما هو أهمّ من اقرارنا بالمعجزة، وهذا الأهم هو كيفيّة تعاطينا معها: هذه هي المسألة الأساس. فنحن لا تهمّنا المعجزة بذاتها بقدر ما يهمّنا فعلها في الّنفس،أي ما تحدثه من تحوّل في نفس المؤمن. لذلك عندما قدّموا ليسوع ذلك المفلوج الطريح الفراش ليشفيه، بادره بالقول: مغفورة لك خطاياك.التوبة الكيانيّة، اذا ما حصلت في عمق الّنفس، هي الّتي تهمّ السيّد وهي عنده المعجزة الفعليّة. انّ معجزة لا تحدث فينا تحوّلا كيانيّا كهذا أو لا تنعش فينا ايمانا كان ضعيفا، لهي مجرّد خارقة، تدهشنا ربّما وننذهل أمامها كما ننذهل لدى مشاهدتنا أيّة ظاهرة فلكيّة مخالفة لناموس الطبيعة، لكنّها لا تعني لنا شيئاً آخر سوى أنّها كذلك. ونحن الّذين آمنّا لا تهمّنا الخوارق. يهمّنا فقط مجد اللّه والايمان به على أنّه الربّ والخالق. وما كانت المعجزة الاّ رسالة من اللّه الينا كيما نؤمن ونتوب. فالإيمان والتوبة هما المطلوبان أوّلاً و آخِرا. ثمّ انّ حياتنا على هذه الأرض تبدو لنا، اذا ما نظرنا اليها بعين الايمان، معجزة بحدّ ذاتها. فخلقنا من العدم معجزة ،وتجسّد ابن اللّه من العذراء بالروح القدس لخلاصنا معجزة. وموت السيّد على الصّليب من أجلنا وقيامته في اليوم الثّالث معجزة. ثمّ أليس هذا الكون الهائل، العجيب بأنظمته ونواميسه، معجزة هو الآخر. فلماذا اذا نبحث عن المعجزة في ما هو خارج على مألوفنا الكونيّ فقط، أو في ما هو خارج على نظام الطبيعة؟ أو ليس نظام الطبيعة وما يخالف هذا النّظام كلاهما عمل اللّه؟ المعجزة هي حيث عمل اللّه وحيث لمسة اللّه. وداود النبيّ لم يكن بحاجة الى ما هو خارج على نظام الطبيعة المألوف حتّى يرى معجزة اللّه ويمجده صارخا اليه: “ما أعظم أعمالك يا ربّ، كلّها بحكمة صنعت”(مزمور 103 أو104 ). إنّ أولويّة الايمان عندنا هي الّتي جعلت كنيستنا لا تشترط في من هو مرشّح لاعلان قداسته أن يكون قد صنع معجزات. هي تنظر فقط الى استقامة رأيه وتعليمه و حسن سيرته، عملاً بالقاعدة الّتي أرساها بولس الرسول عندما خاطب تلميذه تيموثاوس قائلا له: “أمّا أنت فقد تتبّعت سيرتي وتعليمي وقصدي وايماني و أناتي ومحبّتي وصبري…” (رسالة بولس الثانية الى تيموثاوس10:3). نحن لسنا طلّاب معجزة، نحن طلّاب ايمان. “فاليونانيّون يطلبون حكمة واليهود آية، أمّا نحن فنكرز بالمسيح مصلوبا” (رسالة بولس الأولى الى أهل 23:1). ونحن لا نراهن على المعجزة. نحن لا ننتظر المعجزة حتّى نؤمن. “طوبى للّذين لم يروا وآمنوا” (يوحنّا 29 →20). نحن مؤمنون أصلاً سواء حصلت المعجزة أو لم تحصل، واذا ما حصلت فنرى في حصولها علامة الهيّة ما ونشكر اللّه ونتوب.
معجزات العهد القديم : في العهد القديم عندنا قصة ابراهيم الذي بطاعته لله لم يتردد لحظة في أن يقدّم ابنه وحيده إسحق ذبيحة مرضيّة له، لكنّ الله كافأه على طاعته العظيمة فأرسل له بيد ملاكه حملاً علوياً ليقدّمه ذبيحة بدلاً من ابنه إسحق، فكان هذا الحمل العلويّ رمزاً مسبقا ليسوع المسيح الذي سيكون في العهد الجديد، حمل الله الرافع خطايا العالم. وعندنا قصة نوح الذي، ببرّه وتقواه العظيمين، نجا بسفينته بمن فيها وما فيها من الطوفان الكونيّ الذي غمر الخليقة أربعين نهاراً وأربعين ليلة، فكانت هذه الحادثة رمزاً مسبقاً لمعموديّة العهد الجديد. وعندنا قصّة يونان الذي ابتلعه الحوت البحري، فمكث في جوفه ثلاثة أيّام وخرج منه، في نهايتها، سالماً فكان رمزاً مسبقاً ليسوع المسيح الذي في العهد الجديد سيذوق الموت نتيجة آلامه على الصليب، وسيدفن في قبر جديد لثلاثة أيّام ليقوم منه، في نهايتها، ناهضاً وغالباً الموت. الى ما هنالك من معجزات عديدة.
معجزات العهد الجديد: أمّا العهد الجديد، فغنيّ بالمعجزات والأعاجيب، منها المنسوب الى السيّد له المجد وهذه يمكننا تتبّعها تحت أربعة عناوين:
– الأعاجيب : كما في تكثير الخبز والسمك وفي تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل
– طرد الشياطين: كما حصل مع الصبيّ المصاب بالصرع
– الشفاء من الأمراض: كما حصل مع البرص العشرة و أعمى أريحا والمقعد عند بركة الغنم والمرأة النازفة الدم
-احياء الموتى: كما حصل مع ابن أرملة نائين، مع ابنة يائيروس، ومع لعازر شقيق مريم ومرتا بالاضافة الى المعجزات المنسوبة الى الرسل، بصورة خاصّة الى بطرس و بولس. بطرس شفى مقعدا” في اللّد وأحيا طابيتا الميتة في يافا ،كما أخرج روح الشر من امرأة عرّافة (أعمال16: 34 →16). تتميّز سيرة المسيح في الانجيل بقصص المعجزات التي فعلها في سبيل هداية الناس الى عبادة الاله الواحد. فكان الهدف من المعجزات تمجيد اللّه في خلقه والايمان بالمسيح ربّنا ذا سلطان على مغفرة الخطايا و مخلّصاً الانسان من معاصيه. شفاء الأعمى منذ مولده (أعمى أريحا): يوحنّا 9: 38 → 1 ذلك الأعمى الّذي “لا هو أخطأ ولا أبواه”، كان عمى عينيه الجسديّين سبباً في إنارة عينيه النفسيّتين. لقد ظهرت نعمة اللّه فيه. والمسيح الّذي هو نور العالم، والّذي يعمل أعمال أبيه ما دام في العالم، تفل على الأرض وصنع من تفلته طينا، تماما كما فعل عندما خلق الانسان، اذ أخذ تراباً من الأرض وجبل جسم الانسان. هناك نفخ في التّراب فأعطى الانسان نفساً و حياةً وهنا تفل على التّراب فأعطى الأعمى نعمةً وقوّةً منيرةً. هناك تراب وهنا طين. هناك نفخة وهنا تفلة، هناك جبلة انسان وهنا إنارة الأعمى. مقارنة بين معجزات العهد القديم ومعجزات العهد الجديد: بالمقارنة ما بين معجزات العهد القديم ومعجزات العهد الجديد يتبيّن لنا أنّ الأولى كانت تهيئة للعهد الجديد الّذي حقّقه السيّد المسيح بدمه و رمزا مسبقاً لهذا العهد، بينما كانت الثانية تتمّة للمعجزة الكبرى (أكاد أقول الوحيدة) الّتي سيحقّقها السيّد بموته على الصّليب وقيامته من بين الأموات فداء للعالم. ولعلّ هذا ما يفسّر حرصه، في معظم الأحيان، على عدم التحدّث بعجائبه، هذه الّتي ما كان يجترحها الاّ افتقاداً و تحنّناً “ليشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشّعب وليكرز ببشارة الملكوت” (متّى 9 : 35). فقد رأيناه وسمعناه، في غير موضع، يَنهَى رسله عن التحدّث بها، وكان نهيه يبلغ أحياناً ما يشبه الإنذار، كما حصل لمّا شفى الأعميين في متّى (9: 27-31) فقد “انتهرهما يسوع قائلا: “أنظرا لا يعلمنّ أحد”. لماذا طلب يسوع الى الأعميين اللّذين عادا بصيرين أن لا يدعا أحداً يعلم بما صنع معهما؟ زعمي أنّ السيّد له المجد لم يبتغ من كلّ المعجزات الّتي صنعها مع المرضى والضعفاء الّا أن تكون تهيئة للمعجزة الكبرى الّتي لم يحن وقتها بعد ،ألا وهي موته على الصّليب و قيامته من بين الأموات. هذه هي المعجزات الكبرى الّتي يهيّئنا لها يسوع، ولا يريد أن تحوّل أنظارَنا عنها أيّةُ معجزةٍ أخرى، لذلك طلب الى الأعميين ما طلبه. هذه هي المعجزة الحقيقيّة. هذا هو ايماننا. أعجوبة “واجب الاستئهال “: تحتفل كنيستنا بأعجوبة “واجب الاستئهال ” في الحادي عشر من حزيران. علينا أن نلتفت الى قصّة الأعجوبة كما حفظها تقليد جبل أثوس وكما قد تمّت طباعتها في السّنوات الأخيرة بالقرب من اسقيط البروتاتون في كارياس عند دير الضّابط الكلّ حيث توجد حفرة فيها قلالي متنوّعة عاش هناك شيخ كاهن فاضل مع ابنه الرّوحي في قلّاية على اسم رقاد والدة الاله. ولمّا كانت العادة أن تخدم السّهرانيّة كلّ سبت في اسقيط البروتاتون قال الشّيخ قبل انطلاقه عند مساء أحد السّبوت: ” يا بنيّ كالعادة سوف أذهب لأشترك في خدمة السّهرانيّة ابق في القلاّية واقرأ الخدمة”. وفي وقت متأخّر من اللّيل قرع أحدهم الباب وركض الراهب مباشرةً ليفتح فوجد راهبا آخر لم يكن يعرفه لكنّه دخل وقضى اللّيل. استيقظ الاثنان ليخدما السّحريّة وابتدأا بالتّرنيم. وعندما وصلا الى “يامن هي أكرم من الشّاروبيم” الّتي كان قد كتبها القدّيس قزما قبل ذلك الوقت بكثير رتّلها الراهب كالعادة. أمّا الرّاهب الغريب فقد بدأ بترتيلها “بواجب الاستئهال حقّا نغبّط والدة الاله الدّائمة الطوبى البريئة من كلّ العيوب”، وتابعا معاً الى النّهاية أمّا الراهب المقيم فعبّر عن انذهاله كالتّالي: “نحن ننشد الجزء الّذي يبدأ “يا من هي أكرم” ولم أسمع قطّ “بواجب الاستئهال” ولا حتّى آبائي ومع هذا أرجوك أن تكتب لي هذه التّرنيمة حتّى أنشدها أيضا للعذراء مريم”. فطلب الغريب ورقةً وقلماُ ليكتبها لكنّ الآخر لم يكن لديه لا ورق ولا قلم فقال له: “اذاً اجلب لي قطعةً من القرميد” فوجد الرّاهب واحدة وأعطاها للغريب الّذي كتب عليها بإصبعه. ويا للمعجزة، فإذ بالحروف مكتوبة بعمق و كأنّها كتبت على طين ليّن. فقال الغريب: “من الآن وصاعداً أنت وكلّ الأرثوذكسيّن سوف تنشدون هذه التّرنيمة على هذا الشّكل”. وما إن تفوّه بهذه الكلمات حتّى اختفى. لقد كان رئيس الملائكة جبرائيل مرسلاً من اللّه ليكشف هذه التّرنيمة الملائكيّة المناسبة لوالدة الاله. عند عودة الشيخ من السهرانيّة الى قلاّيته ابتدأ ابنه الرّوحيّ بإنشاد “بواجب الاستئهال” كما علّمّه إيّاها الملاك ثمّ أبرز له الحجر مع الأحرف المحفورة. عند سماعه لهذه المعجزة انذهل الشيخ وحملا النّقش الملائكيّ الى البروتاتون ليرياه الى المتقدّم في كلّ أثوس وغيره من الجماعة فأخبراهما بكلّ ما جرى وبعد أن مجّد الجميع اللّه شكروا سيّدتنا والدة الاله لهذه المعجزة وأرسلوا الحجر مع رسالة الى بطريرك القسطنطنيّة وملكها. ومنذ ذلك الحين انتشر النّشيد الملائكيّ في كلّ العالم لينشده الأرثوذكسيّون لوالدة الاله. الأيقونة الّتي كانت في كنيسة القلاّية حيث حصلت المعجزة، نقلها رهبان جبل آثوس الى كنيسة البروتاتون حيث ما زالت الى اليوم في الهيكل (1988). عند قراءة هذه الرواية عن الآباء الأثوسيين قد يصل المرء الى رؤية جزئين فقط من المعجزة، الأوّل هو أنّ رئيس الملائكة ظهر بشكل راهب بسيط والثّاني هو أنّه كتب على الحجر القاسي بإصبعه وكأنّه طين ليّن. في أيّة حال اذا لم نحصر أنفسنا بهاتين النّقطتين الخارجيّتين سوف نرى، على مستوى آخر كامل الحقيقة الّتي يريد الّله أن ينقشها على نفوسنا، البعد الأكثر عمقا والمخبّأ على شكل “عامل مقياسي” هو رسالة المعجزة الجوهريّة يعبّر عنه “بدون كلمات” في الاستنتاجات التالية الّتي تستمدّ من الحادثة الّتي عاينّاها بشرط أن نتأمّل فيها بتأنّ. استنتاج أوّل هو أنّ كلّ أعمال الانسان في هذا العالم نصف مكتملة حتّى الصلاة وهي العمل الأكثر قداسة، الى هذا تبقى هذه الأعمال غير مكتملة الى أن يكمّلها اللّه بمكافأته نوايانا الحسنة مفضّلا ذلك على النتيجة الّتي هي دائما ناقصة. .
استنتاج ثانٍ هو أّنّه عندما يتمّم اللّه ما صنعناه – وما نصنع هو ناقص – يضيف اليه لكن لا يضيف الى النّهاية. الاضافة الى النّهاية هي ما يقوم به النّاس من اضافة وتتميم لأنّهم يتحرّكون جميعاً على المستوى نفسه. أمّا اللّه فهو يضيف دائما في البداية وفقط في البداية ليحفظ الأساس غير متزعزع لأنّه هو وحده فقط قادر على تأمين الأساس كونه معصوماً عن الخطأ. أليس هو في كلّ الأحوال الّذي أعطانا كلّ شيء منذ البداية بخلقنا من العدم؟ هذان الاستنتاجان هما التّعليم الأكثر اثارة الّذي نستنتجه من هذه الرواية حول معجزة النّشيد.
خلاصة: المعجزة بذاتها ليست ذات أهميّة كبيرة انّما التّحوّل الكياني الّذي يحدثه الايمان في النّفس اذا ما استقرّت النّفس عليه. ووراء كلّ معجزة رسالة مهمّة من الرّب الى النّاس بالعودة الى الصّلاة وزيادة ايماننا وثقتنا بيسوع المسيح الّذي هو الربّ والملك والقدّوس.
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share