القدّيس أبينا البار مرقيانوس القورشي (أواخر القرن الرابع الميلاديّ)
كان مرقيانوس من عائلة شريفة مرموقة، وقد تسنّى له أن يتبوأ مركزًا مهمًّا في البلاط الملكي وكان طويل القامة وقوي البنية وحاد الذكاء. تخلّى طوعًا عن ثروته وخرج إلى الصحراء، هناك ابتنى لنفسه كوخًا صغيرًا ضيقًا. ثلاثة أمور كانت تشغله بالكوخ مطالعة الكتاب المقدّس والصلاة والترنم بالمزامير.
كان طعامه مقتصرًا على الخبز، ولكن بكمية قليلة ولا يسمح لنفسه بالشبع. ثابر على قانونه هذا مدّة من الزمن أنعم عليه الربّ بتلميذين أفسافيوس الذي ورث قلاّيته من بعده وأغابيتوس الذي كان له الأثر الأكبر في زرع السيرة الملائكيّة في ضواحي مدينة أفاميا.
كان حريصًا على إخفاء مواهبه اجتنابًا لتجربة المجد الباطل، لكنه كان يأتي المعجزات عفوًا.
ولمّا كان كثيرون، استباقًا لرقاد القدّيس مرقيانوس، قد أخذوا في تشييد ضريح له فقد استدعى تلميذه وأوصاه بإخفاء جثمانه بعد رقاده وأن لا يسلّمه لأحد وهكذا كان وبقي مخفيًّا عن الانظار خمسين سنة إلى أن نقل إلى جرن من الحجر بسماح من القدّيس نفسه. كانت وفاته بعد العام 381 للميلاد.