القدّيسين الشهيدين غالكتيون وأبيستيمي الحمصيين (+253م)
عاش هذان القدّيسان في مدينة حمص أيّام الأمبراطور الروماني داكيوس وفيها استشهدا.
كان غلقتيون من عائلة وثنية ثرية حرمت ثمرة البطن زمانا إلى أن مرّ بها راهب يستعطي أسمه أونوفريوس. هذا لما رأى امارات الحزن مرتسمة على محيا المرأة، أم غلقتيون العتيدة، سألها ما بها فأجابته أنه لا ولد لها. فقال لها ان هذا بتدبير من الله حتى لا تقدّم مولودها للشياطين وأنّها ستبقى كذلك إلى ان تؤمن بالإله الحقيقي، يسوع المسيح، الذي ينادي هو به. فتحرّك قلب المرأة فبشّرها وعمّدها. وإن هي سوى فترة قصيرة حتى حبلت. وفي زمان الولادة أنجبت صبيًّا سمّته غلقتيون وأقنعت بعلها فآمن واعتمد هو أيضًا.
وكبر الصبي وبلغ العشرين فشاء أبوه بعد وفاة أمّه أن يزفّه إلى صبية تليق به. ولمّا لم يكن متمسكا بمسيحيّته كمثل زوجته اختارها وثنيّة أسمها أبيستيمي. وإذ لم تكن عادة ذلك الزمان أن يقاوم الأبناء آباءهم في مسائل الزواج، رضخ غلقتيون للأمر الواقع. لكنّه أبى أن يقرُبَ عروسه ما لم تصر مسيحيّة أوّلاً. ولمّا أبدت هي استعدادًا علّمها فآمنت واعتمدت.
وما إن مضَت على معموديّة ابيستيمي ثمانية أيّام حتى رأت في الحلم السماء مفتوحة ومجد الذين ارتضوا أن يحفظوا أنفسهم بُتُلاً من أجل الله. فلمّا أفاقت من النوم أخبرت غلقتيون بما شاهدت، فقرّر الإثنان السلوك في البتوليّة.
ثمّ أنّ موجة جديدة عنيفة ضدّ المسيحيّين ثارت في ذلك الزمان فجرى القبض على الزوجين كليهما وقدّما إلى المحاكمة. ولما ثبت للحاكم أرسوز أنهما مسيحيان متمسكان ولا سبيل لأستعادتهما إلى الوثنية أسلمهما لعذابات مروّعة. فأشبع الأثنان ضربا وجلدا ثم عرى الجند ابيستيمي وعرّضوها للهزء.كما قطعوا لسانيهما وعمدوا إلى بتر أيديهما وأرجلهما، وأخيرا ضربوا عنقيهما.فجاء أحد خدّام أبيستيمي المتنصّرين، المدعو أفتوليوس، ورفع بقاياهما ودفنهما. وهو الذي كتب سيرتهما.
الطروبارية
شهيداك يا ربّ بجاهدهما نالا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا،
أنّهما أحرزا قوّتك فحطّما المغتصبين، وسحقا بأس الشياطين التي لا قوّة لها،
فبتوسّلاتهما، أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.