القدّيس نيقون
ولد القدّيس نيقون في عائلة إقطاعية في مدينة طرابزون في الجزء الشمالي الشرقي من تركيا على البحر الأسود حوالي العام 920 للميلاد. أرسله أبوه يومًا ليستطلع أحوال أرزاقه، فعاين بأم عينه ما عليه الفلاحون من بؤس فهاله الأمر، وقرّر أن يزهد بالحياة فارتحل عن والديه غفلة وذهبإلى دير اسمه “الحجر الذهبي” بين إقليمي البنطس وبافلاغونيا. ومنذ دخوله أعطي الإسكيم الكبير لأنّ رئيس الدير قبل بشأنه علامة من عند لله أثناء خدمة القداس الإلهي، كما بان مثالاً في الطاعة والصبر والتواضع وأجاد في الأصوام والأسهار والصلوات. ضاعف أصوامه وصلواته ويبدو أنّه كان يذرف الدموع مدرارًا. استمرّ في النسك مدّة أثني عشر عامًا، وبإيعاز من رئيس الدير خرج محدّثًا الشعب عن رحمة الله وداعيًّا إلى التوبة. طاف في الأرض على رجليه عاري القدمين في ثوب حقير لا يقتات إلا من بقول الأرض. قضى سبع سنوات في جزيرة كريت ساهم خلالها مساهنة فعّالة في إحياء الكنيسة فيها بعدما كان الجهل سيد الموقف والفضائل المسيحية محتقرة ومستهانًا بها. جال بضع سنوات في بر الأناضول وبين جزر البليونونيز.
ثابر على تعليم الناس وشفاء المرضى سنوات إلى أن مرض وشارف على الرحيل إلى حيث تاقت نفسه منذ البدء، جمع تلاميذه ومعاونيه وأخبرهم بالتفصيل بكل ما جرى له في حياته، ما كابده من جهادات وما أجرته نعمة الله على يده من آيات لا تعد ولا تحصى. وبعدما أكمل عهده لأبنائه استودعهم رحمة الله ورفع يديه إلى السماء وأسلم الروح.
أبينا البار أليبيوس العامودي (القرن7 للميلاد)
الطروبارية
• صرت للصبر عموداً، وللآباءِ القدماءِ ضارعتَ، مبارياً لأيوب بالآلام وليوسف بالتجارب، ولسيرة العادمي الأجساد وأنت بالجسد. فيا أبانا البارَّ أليبيوس توسّل إلى المسيحِ الإله، أن يُخلّص نفوسَنا.
• إن مدينة لقديمونية تفرح، حائزة جرن أعضائك الإلهي، مفيضاً ينابيع الأشفية، ومخلِّصاً من الأحزان جميع المبادرين إليك بإيمان، أيها الأب البار نيقون. فابتهل إلى المسيح الإله، أن يمنحنا الرحمة العظمى.