القدّيسة الشهيدة يولياني ورفقتها (القرن 3 م)

mjoa Monday December 20, 2010 116

القدّيسة الشهيدة يولياني ورفقتها (القرن 3 م)

julianaولدت القدّيسة يولياني في مدينة نيقوميذية، المقر الشرقي للأمبراطور الروماني من أبوين وثنيّين شريفين، وقد تسنى لها، بنعمة الله، ان تلتقي مسيحيّين بشرّوها بكلمة الخلاص فاهتدت وآمنت ونذرت للمسيح يسوع بتوليتها. فلما قاربت سن الزواج خطبها والداها إلى أحد أعضاء المشيخة، المدعو ألفسيوس. هذا تعلّق بها وبات ينتظر زفافه منها، فقالت له إنها لا تقبل به زوجا قبل أن يصير واليا للمدينة ! أجتهد ألفسيوس بكل أوتي من إمكانات ليبلغ مأربه، بعد حين، أضحى والي المدينة بالفعل، وعاد إليها مطالبا بما وعدته به، فصارحته بأنه ما لم يتخل عن عبادة الأوثان ويقتبل إيمان المسيحيين، وصولا إلى الحياة الأبدية، فإنها لن تقبل به زوجا لها البتة. فصدمه قرار يولياني، فأخبر أباها بالأمر،وصدم أيضا والداها وحاولا ردّها عما أعتبراه غيّا، وعيل صبر والدها ، وحسب انضمامها للمسيحيين عارا له بين الناس، فسلّمها إلى أفسيوس الذي أضحى لها قاضيا وجلادا. ولكي ينتقم لكرامته الجريحة، أخضع يولياني للتعذيب. فعمد عمّاله إلى تعريتها وجلدها وتعليقها بشعرها حتى انسلخ جلد رأسها. ثم ألقوها في السجن مضرجة بدمائها. وقد ظهر لها الشيطان بهيئة ملاك الرب ونصحهابالخضوع لمعّذبيها والتضحية للأوثان والله مسامحها. وإذ كانت صلاة يولياني سلاحها فقد أنقضت لعينيها حيلة عدو البشر وتشدّدت هي بالأكثر لتخوض المزيد من المعارك ضد قوى الظلمة في الجولة التالية.

عاد إليها جلاّدوها بعد حين فأخرجوها من سجنها واقتادوها إلى أتون النار حيث استقر وعاء كبير يغلي بالرصاص كانوا مزمعين أن يلقوها فيه. ثبات فتاة الله لم تزعزع إزاء هذا التهديد الرهيب لأن محبة المسيح في قلبها تلظّت أكثر من النار الماثلة أمام عينيها. فلما أنزلها الحرّاس في القدر انشق من ذاته واندلق الرصاص منه فأتى على الجنود وأحرقهم. وقد ذكر أن عددا كبيرا من الوثنيين آمن لمرأى المسيح ونعمة الرب الإله عليها وفي التراث أن خمسمائة رجل ومائة وخمسين امرأة تأثروا بها وآمنوا لقوة إيمانها فلاقوا حتفهم غمرا من الشهداء للمسيح.

أخيرا قضى الوالي بقطع رأس أمة الله يولياني ونفّذ الجنود حكمه، فتكمّلت شهادة عروس المسيح وهي بعد في الثامنة عشرة من عمرها. كان ذلك في زمن الأمبراطور مكسيميانوس (286 – 305 م)، والبعض يقول في حدود العام 299 م.

 

 

طروبارية

نعجتك يا يسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة:
يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبةً اياك، وأُصلَبُ وأُدفن معك بمعموديّتك،
وأتألّم لأجلك حتّى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك.
لكن كذبيحةٍ بلا عيبٍ تقبّل يولياني الّتي بشوقٍ قد ذُبحت لك.
فبشفاعاتها أيّها المسيحُ الإلهُ خلّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share