القدّيسة الشهيدة أنيسيّة (القرن 4 م)

mjoa Wednesday December 29, 2010 168

anysiaولدت أنيسيّة لأبوين غنييّن شريفين في تسالونيكية أهتديا إلى المسيح وربّياها على محبة الحكمة والفضيلة. فلما بلغت عتبة المراهقة رقدا في الرب. تركا لها أموالا طائلة، لكن وقع الصدمة عليها كان شديدا . ولما كانت قد تربّت على محبة المسيح وحفظ وصاياه،أضحت الحياة لها المسيح والموت ربحا (فيليبي 1 :21).  فأعتقت عبيدها وزوّدتهم بما يحتاجون إليه من المال لتدبير شؤون حياتهم. كما وزّعت ما بقي لها من ممتلكات وحقول وقطعان وميراث على الفقراء والمحتاجين.لم تحتفظ لنفسها بشيء. حتى ثيابها وحلاها نبذتها ووزّعتها يمينا ويسارا. أحبت ان تكون حرّة من كل ما يمكن ان يقيّدها إلى هذا الدهر.فلبست ثيابا عادية خشنة وأخذت تجوب المدينة تزو المرضى وتعين الأرامل والأيتام وتجمع الطعام واللباس للفقراء. أما معيشتها هي فبدأت تحصّلها من شغل يديها. عمر الشباب في عينيها كان عبئا، لسان حالها كان :” باطلة هي الفتوّة لأنك فيها تعثر الآخرين أو يعثرك الآخرون. الشيخوخة خير من الفتوّة! كم أنا حزينة لطول الوقت الذي يفصلني عن السماء !”.

أخذت أنيسية على عاتقها زيارة المساجين المعترفين من الذين طالتهم يد الأضطهاد. ومن عشرة المعترفين والشهداء اشتهت ان تكون لها شركة في شهادة الدم للمسيح. هذا ما يشتهيه الزاهدون المفتقرون من أجل المسيح؛ يتأجّج فيهم الشوق إليه ويتوقون إلى بذل ما بقي لهم ذبيحة وقربانا : أجسادهم ! ولكن، هذه نعمة من عنده تعالى، يهبها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء، واللع علاّم القلوب !.

أقامت أنيسية على هذا الرجاء تزرع الرحمة من حولها، مجدّة في الأصوام والدموع والأسهار والصلوات. لا شيء عطّل عزمها. وحلّت الساعة التي أتاحت لأنيسيّة أن تمجّد الله وتبذل نفسها لعريسها السماوي. عنفت موجة الأضطهاد على المسيحيين من جديد في ايام الأمبراطور الروماني مكسيميانوس، سنة 305 ميلادية. في تلك الأثناء، حدث أن أنيسيّة خرجت تروم الصلاة في الجماعة. وإذ عبرت بما يعرف بباب كاسندرا، دنا منها أحد الحرّاس الأمبراطوريين بعدما اشتهاها لنفسه، وتحرّش بها فصدّته ورسمت على نفسها غشارة الصليبز فشعر الجندي الوقح بالمهانة وسألها: ” من أنت و‘لى أين أنت ذاهبة؟!” فأجابته بلا ترددّ ومن دون خوف :” أنا خادمة ليسوع المسيح وذاهبة لأصلّي مع الجماعة !” فكان كلامها في اذنيه سلاحا استعمله ضدّها عسى ان ينال بواسطته ما رغبت به نفسه منها. فقال لها :” لن أسمح لك بذلك وسآخذك إلى الهيكل لتضحّي للآلهة. اليوم يوم عبادة الشمس !” وإذ تفوّه الجندي بهذا الكلام مدّ يده وانتزع منها المنديل بحركة خاطفة، فعنّفته وبصقت في وجهه فاغتاظ واستل سيفه وطعنها، زقيل جرّرها إلى الهيكل جرا وحاول إجبارها على التضحية للوثن، فتطلعت إليه وبصقّت في وجهه، فضربها بالسيف فسقطت صريعة لتنضم إلى ركب الأبكار السماويين وتحظى بإكليل الغلبة.

هذا وقد ذكر أن رفات القدّيسة أنيسيّة كانت تفيض طيبا زكي العرف يشفي الآم البشر المتنوعة. والكنيسة تنشد لها الأنشودة المعبّرة التالية :” أيتها الدائمة الذكر أنيسيّة. انك لمل بدّدت الغنى. وكفيت الفقراء. حصلت عروسا عادمة الفساد للخالق. وقدمت له مجاري دمائك كجهاز. وماثلته في الآمه التي كابدها. فأسكنك في الخدر الإلهي . كشهيدة لابسة الجهاد .

تعيّد لها الكنيسة شرقا وغربا في هذا اليوم واسمها وارد في مينولوجيون الأمبراطور باسيليوس، في القرن التاسع الميلادي، أيضا في الثلاثين من شهر كانون الأول.

 

الطروبارية
نعجتك يا يسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة يا ختني إني اشتاق إليك وأجاهد طالبة إياك وأصلب وادفن معك بمعموديتك وأتألم لأجلك حتى أملك معك وأموت معك لكي أحيا بك لكن كذبيحة بلا عيب تقبّل الّتي بشوق قد ذبحت لك فبشفاعاتها بما أنك رحيم خلّص نفوسنا

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share