ورد عن ثيوبمبوتوس أنه من أصل كيليكي وأنه تسقّف على نيقوميذية، العاصمة الشرقية للأمبراطورية الرومانية. فلما حمل ذيوكليسيانوس على المسيحيين حملة شعواء، جرى القبض على ثيوبمبوتوس و إيقافه في محضر الأمبراطور. وقد عرض ذيوكليسيانوس على الأسقف الكفر بالمسيح والعودة إلى آلهة الآباء والأجداد أو يموت، فلم يسايره ثيوبمبتوس ولا تردّد لديه في إعلان إيمانه النهائي بالمسيح يسوع ربا وإلها. فضرب وجوّع وألقي في أتون متقّد فحفظته نعمة الله فلم يحترق. وإذ استدعى الأمبراطور ساحرا أسمه ثيوناس ظنّا منه أن في الأمر سحرا، أعد له هذا الأخير شرابا مميتا. فلما قدّم إليه أخذه ورسم عليه علامة الصليب واحتساه بلا خوف فلم يؤذه. إذ ذاك تمّ فيه القول السيدّي :”هذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي ويتكلّمون بألسنة جديدة. يحملون الحياة وإن شربوا شيئا مميتا فلا يضرّهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون” (مرقص 16 :17- 18). وانتظر الحاضرون ان يسقط ثيوبمبتوس صريعا بين لحظة وأخرى فلم يسقط. فلما طال انتظارهم، على غير طائل، أيقن ثيوناس الساحر، وهو العليم بمفعول السم، ان في الأمر ما هو أعظم من سحره وأفعل. وإذا اخترقته النعمة الإلهية أعلن إيمانه بالمسيح هو أيضا. ولكن لم يحمل أحد من الحاضرين قوله على محمل الجدّ، إلى ان كرّر اعترافه بالمسيح بإصرار. إذ ذاك أوقف وحكم عليه بالموت. أما ثيوبمبتوس فقطع رأسه وأما ثيوناس فدفن حيا في حفرة عميقة أعدّت لذلك.
طروبارية
إنّ نهر الأردن قد انكفأ راجعاً قديماً بوشاح أليشع عند صعود ايليّا وانشقّ الماء إلى هذه الجهة وإلى تلك فحصلت له المادة الرطبة طريقاً يابسة فكان ذلك رسماً للمعموديّة حقّاً، الّتي بها نجوز سبيل العمر الزائل.المسيح ظهر في الأردن ليقّس المياه.