القدّيس الشهيد بوليفكتوس (القرن 3 م)

mjoa Saturday January 8, 2011 171

Martyr Polyeuctus of Melitene, in Armeniaلما انطلقت شرارة اضطهاد المسيحيّين ايام الأمبراطور الروماني داكيوس(249 -251 م)، كان بوليفكتوس ونيارخوس صديقين حميمين، كلاهما كان ضابطا في الفرقة الرومانية الثانية عشرة المتمركزة، آنذاك، في ملاطية الأرمنية. نيارخوس، من ناحيته، كان مسيحيا فيما كان بوليفكتوس وثنيا رغم الفضائل الجمّة التي كان يتمتّع بها. فلما صدر المرسوم الأول للإضطهاد موجبا على العسكريين تقديم الذبائح للأوثان علنا علامة ولاء للعبادة الرسمية الخاصة بالأمبراطور، أبدى نيارخوس لصديقه بوليفكتوس، حزينا، ان هذا المرسوم سوف يكون حدا يفصل بينهما إلى الأبد. وإذ كان قد سبق لبوليفكتوس ان اطّلع، جزئيا، على دين يسوع المسيح من خلال أحاديثه مع صاحبه ، فقد أجابه بوجه طافح بالبشر: “كلا لا شيء يفصلنا الواحد عن الآخر ! فالبارحة مساء ظهر لي المسيح الذي تعبده أنت في رؤيا وألبسني حلّة منيرة بعدما جردّني من ثوبي العسكري وأهداني فرسا مجنّحا. هذه الرؤيا لم يفهم بوليفكتوس معناها إلى تلك اللحظة، لكن الأمور تبدو له الآن أكثر وضوحا، فإنه مزمع ان ينتقل قريبا إلى السماء ليحصي في عداد كتيبة الشهداء الظافرين المجيدة. ولكن كيف ذلك ولم يصر بعد مسيحيا ؟! الحق إنه كان مسيحيا من زمان ولكن بالنيّة والأستعداد الطيّب ولمّا ينقصه غير الإسم والختم الإلهي بالمعمودية. فلما أفضى بوليفكتوس لصديقه بما في سرّه أخذ كل منهما يشجّع الآخر على احتقار الخيرات العابرة والمباهج الوقتية ابتغاء للغبطة السماوية. ولما أحاط نيارخوس صديقه علما بأن الإستشهاد بديل عن المعمودية وكل احتفال آخر. وهو كاف، بحد ذاته، لضمّنا إلى جندية المسيح وإحياء المسيح فينا، تلظّى بوليفكتوس شوقا للشهادة وقال :” لم أعد أفكر إلا بالسماويات ولي المسيح ماثلا أما عيني روحي وبهاؤه يضيء وجهي. هيّا بنا معا إلى آلام الشهادة.لنخرج ونقرأ المرسوم الأمبراطوري!”

 

طروبارية
باعتمادك ياربّ في نهر الأردن ظهرت السجدة للثالوث لأن صوت الآب أتاك بالشهادة مسميّاً إياك ابناً محبوباً والروح بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة فيا من ظهرت وأنرت العالم أيّها المسيح الإله المجد لك.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share