القدّيس فيتاليوس
عاش القدّيس فيتاليوس في دير الرهب سريدون، ومن ثم ذهب إلى الإسكندرية ومارس حياة تعرّض من خلالها لاتّهامات الناس، لكنّها كانت بالنسبة إليه سببًا لغناه بالمواهب الإلهيّة.
كان عمر هذا الشيخ قد بلغ الستين سنة، عندما دخل المدينة. كان عمله الرسميّ إحصاء الزواني المحترفات في المدينة. كان يتقاضى لقاء هذا العمل راتبًا قدره عشرة مثاقيل في اليوم، يشتري بمثقال ترمسًا ويأكله بعد غروب الشمس، ويذهب كلّ ليلة ويوزّع الباقي على الزواني ويعطي لكل منهن مثقالاً واحدًا قائلاص لها: “خذي هذا المثقال واحفظي نفسك نقية هذه الليلة” وكان بعد ذلك يقضي الليل كلّه في إحدى زوايا ذلك المكان راكعًا يصلي رافع يديه نحو اللهولسانه يهذّ بالمزامير ختّى طلوع الفجر. وقبل أن يفلرق ذلك المكان كان يقسم عليها ألا تخبر أحدًا بالأمر على الإطلاق.
كان عمل هذا الشيخ سبب خلاص لكثيرين من النساء الزانيات. وهكذا قضى هذا البار حياته المرضيّة لله في الخفاء، دون أن يعلم به أحد.
وبعد مرور زمن طويل انتقل الرجل الشريف فيتاليوس إلى الربّ فيما كان ساكنًا في منطقة إيليوبوليس في قلاّية صغيرة بناها هو بنفسه بجاني بيت صغير قد وهبه إياه سكان ذلك الجوار، وكان يقيم فيه الإجتماعات الدينيّة باستمرار.
القدّيس البار ثيودوسيوس رئيس الأديار (+529 م)
الطروباريّة
للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعفٍ، فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البارَّ ثاودوسيوس، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.