القدّيس أثناسيوس الكبير

mjoa Monday January 17, 2011 191
athanasius-alexandriaكانت ولادته في حدود العام 295 م. نحيف البنية، قصير القامة. اعتاد ان يمشي بانحناءة بسيطة إلى الأمام ولكن برشاقة ولباقة كأنه أحد أمراء الكنيسة. كان قبطيا أكثر منه يونانيا.
تعلّم الكنيسة من المعلّمين المسيحيّين وأوساط المؤمنين والدوائر الأسقفية في الإسكندرية حيث يبدو أنه انضم حدثا إلى حاشية القدّيس ألكسندروس، أسقف المدينة.
كتب أثناسيوس وهو في أوائل العشرينات من عمره، مقالتين إحداهما ضدّ الوثنيّين والأخرى بشأن تجسّد كلمة الله. وقليلا قليلا بدأ أثناسيوس يلعب الدور الأبرز في الصراع ضد الهرطقة الأريوسيّة، واجههم بقوة ودون هوادة.
بعد انتشار الهرطقة دعا الملك قسطنطين عدد كبير من الأساقفة و الكهنة والشمامسة إلى إجتماع، وكان أثناسيوس الكبير رئيس شمامسة فرافق أسقف الإسكندرية ألكسندروس وتكلّم باسمه. عرض آريوس أفكاره، فتصدى له الفريق الأرثوذكسي، واثناسيوس كان الأبرز في الردّ على آراء آريوس والتصدّي لحججه وتبيان عطبها واقترح هوسيوس وضع دستور إيمان يكون أساسا للإيمان القويم. في ضوء تعاليم الآباء، جرى اعتماد نص يشكّل أساس دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني الذي نتلوه اليوم.
أرسى القدّيس أسس الفكر اللاهوتي القويم. ولا مجال للمساكنة او المهادنة. الزغل في الآراء، في هذا الشأن، قضاء على الكنيسة. أثناسيوس وعى دقّة المسألة وخطورتها حتى العظم، فأتت حياته، في كل ما عانى على مدى ست وأربعين سنة، تعبيرا عن تمسّك لا يلين بكلمة حقّ الإنجيل والإيمان القويم.
saintcyrilofalexandria بعد ثلاث سنوات رقد ألكسندروس فأختير أثناسيوس ليحلّ محلّه، جال على مدى سنوات في كل الأنحاء المصرية، حتى الحدود الحبشية، يسيم الأساقفة ويختلط بالمؤمنين الذين اعتبروه إلى النهاية أبا لهم. كما تفقّد الأديرة، حتى التي في برّية الصعيد. وأقام، لبعض الوقت، في دير القدّيس باخوميوس الذي كان يقدّر أثناسيوس كثيرا، وقد سمّاه، “أب الإيمان الأرثوذكسي بالمسيح”.
فيما كان أثناسيوس يتابع اهتمامه بشعبه كأسقف جديد عليهم، كان الآريوسيون يحيكون خيوط المؤامرة عليه.ونقلوا الصراع من المستوى اللاهوتي إلى المستوى السياسي، وإمعانا في تشويه صورة أثناسيوس أمام القيصر والعامة، وجّهوا إليه تهما عدّة بينها الزنى والسحر والقتل. فأتى به الملك قسطنطين إلى صور لمحاكمته، ووجهت إليه شتى التهّم. ظنّوا انهم قضوا عليه. وإزاء هذه الشهادات انحلّ عقد المجتمعين على أثناسيوس دون ان ينحل حقدهم. وتمكّن قديسنا من التواري قبل ان يصدروا في شأنه حكمهم الأخير. وبعد محاكمة ثانية للقديس، أبقى عليه الملك أسقفا للإسكندرية لكنه حكم بنفيه إلى “تريف” عاصمة بلاد الغال حيث بقي إلى ان رقد قسطنطين في ايار 337 م.
وأمّا القدّيس كيرللس فذكرت سيرة حياته في التاسع من شهر حزيران.
طروبارية القيامة
إنّ القوّات الملائكيّة ظهروا على قبرِك المقدّس والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عند القبرِ طالبةً جسدَكَ الطاهر. فسبيتَ الجحيمَ ولم تجرّب منها وصادفتَ البتولَ مانحاً الحياة. فيا من قام من بين الأموات، يا ربّ المجد لك.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share