القدّيس البار مكسيموس اليوناني
القدّيس مكسيموس من عائلة عريقة في البليوبونيز. ولد قرابة العام 1470م. ذهب حدثًا إلى أيطاليا ودرس على معلّمين مشهورين بثقافتهم الهيلينيّة. ترهّب في دير فاتوبيذي في الجبل المقدّس (آثوس). امتاز بتواضعه وخفره. كرّس معظم وقته للدرس والتأمل. بعد عشر سنوات أوفد إلى روسيا بدعوة من الأمير الكبير باسيليوس إيفانوفيتش. مهّمته كانت أن ينقل إلى السلافيّة كتاب المزامير وسائر الكتب الليتورجيّة الأخرى. الترجمة الموفورة عن اليونانيذة كانت معيوبة. الشعب الروسيّ آنذاك كان في جهل، لا سيما بعد غزوات التتار. الجوع الروحيذ كان شديدًا، رغم مقاومة البعض، حقّق مكسيموس إنجازًا طيّبًا. أُلزم البقاء في روسيا لمزيد من الترجمة وتنقيح الكتب الليتورجيّة وتوعية الناس. ذاع صيته فحسده بعض الرهبان الروس. وجد نفسه من حيث لا يدري وسط صراع حول الأوقاف الديرية. اتهّم فيما بعد، بالتآمر على الأمير وحكمت عليه محكمة نسيّة، سنة 1525م، بالهرطقة. نفي إلى أحد الأديرة. عانى من البرد والجوع. عامله أعداؤه بقسوة. بات محرومًا من كلّ شيء. مع ذلك كتب مقالات لاهوتيّة بالفحم على جدران قلاّيته. نُقَل إلى دير في “تفير”، ورغم كلّ الصعوبات التي الصعوبات التي وجد نفسه فيها تابع عمله اللاهوتي وكتب العديد من الرسائل. نُقَل في أواخر أيامه إلى لافرا الثالوث القدّوس، القديس سرجيوس حيث نَعِم بحرّية الحركة. استمرّ في إنتاجه الأدبي إلى أن رقد في الربّ عن عمر ناهز السادسة والثمانين. القدذيس مكسيموس هو أكثر الكتبة خصبًا في روسيا القدذيمة. عمل على صدّ التيارات الفكريّة الغربيّة ونقل للشعب الروسيّ كنوز الروح والأدب البيزنطيّ. بعد موته بفترة قصيرة أُكرم كشهيد واعتُبر بمثابة منير لروسيا.
الطروباريّة
يا مكسيموسْ بكَ الكنيسة، فاضت أنهراً من العقائد، بإلهام الروح يا كلِّيَّ المديح. فقد ملأتَ فراغ اللاَّهوتيينْ، وبالجهاد لمَعتَ مُعترفاً. فيا أبانا البارّ، توسَّل إلى المُخلِّصِ، أن يمنحَ الجميعَ الرَّحمةَ العُظمى.