القدّيس البار أفرام السرياني (+ 373 م)

mjoa Thursday January 27, 2011 169

القدّيس البار أفرام السرياني

saintephraimthesyrianاسمه معناه “الخصب”، ولد في نصيبين على ضفة نهر الدجلة، لعائلة فقيرة ، قيل أن والده كان كاهنا وثنيا، فلما مال الصبي إلى المسيحية طرده أبوه فلجأ إلى يعقوب، أسقف نصيبين، الذي أنشأه على محبّة الفضيلة والتأمل في الكتاب المقدس.

حدث له، بتدبير الله، ما فتح عيني قلبه على طرق القداسة وخدمة القريب. ألقي يوما في السجن بعد اتهامه بسرقة قطيع أضاعه الأجير المكلفّ به، وبدأ يرجو الله بدموع ان يعفو عنه واعداً إياه بإصلاح سيرته، زهد وخرج في القفار وأضحى للتائبين معلما. وله تنسب صلاة التوبة  التي طالما رددّها المؤمنون في الكنيسة على مدى الأيام.

عاش أفرام في نصيبين سنين عديدة، وتعرضت نصيبين لهجوم الفرس ومحاصرتهم لها فحافظ أفرام ويعقوب الأسقف بصلاتهما، على المدينة. وإثر معاهدة سلام أبرمت بين الفرس والبيزنطيين، قضت بتسليم المدينة، انتقل أفرام إلى الرها، وأقام فيها إلى آخر حياته، وجعل أفرام في نفسه أمرين : أن يسجد لرفات القدّيسين فيها وان يتلقى إنسانا ينتفع من كلامه وإرشاده. وذكر ان أفرام تردّد، في الرها، وأسّس ديراً بجوار الرها وجعل فيه مدرسة لاهوتية  وكان قد حباه ربّه بموهبة التعليم فأضحى واعظاً ومعلماً ممتازاً. شرح بدقّة الكتاب كلّه من سفر التكوين إلى آخر سفر فيه.

سيم أفرام شماسا وعرف بشماس كنيسة الرها. وورد أنه سيم كاهنا في أواخر حياته. كما ورد أنّه اختير للأسقفية فارتاع، ولفرط تواضعه تظاهر بالجنون وأخذ يركض ويصيح ويأكل في الشارع فتركوه وأختاروا سواه.
اتصف القدّيس أفرام بفضيلة محبّة القريب فأخذ على عاتقه مهمّة توزيع القمح على الفقراء في الرها لما حلّت بها المجاعة، وحث الأغنياء على فتح خزائنهم لإعانة المعوزين. وفي رأي النيصصي ان المحبة، التي هي أعظم الفضائل، قد اكتسبها المغبوط أكثر من أي شخص آخر. وضع القدّيس أفرام مقالات ضدّ الهرطقات وترك اناشيد عن الفردوس والبتولية والإيمان والأسرار الكبرى للمخلّص وأعياد السنة. ويلاحظ ارتباط تعاليمه الروحية الوثيق بالكتاب المقدّس الذي كان يورد آياته بتصرّف وغزارة ويسر في سياق كلامه.

اعترف القدّيس بكونه رجلا خاطئا بطالا وطلب من الحاضرين ألا يجعلوا رماده الآثم تحت المذبح ولا يأخذ احد شيئا من أسماله للبركة ولا يعامله أحد بكرامة لأنه كان خاطئا وآخر الجميع. كل المدينة اجتمعت عند بابه. الكل بكى وسعى للدنو منه ليسمع ولو نصيحة أخيرة من فمه. ثم توقّف أفرام عن الكلام واستمر بصلاته بصمت إلى أن أسلم الروح. وقد حفظت مدينة الرها ذكره وأخذت تعيّد له بعد موته مباشرة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share