القدّيسة مريم
القدّيسة مريم من أصل أرمنيّ تزوّجت وكانت نموذجًا للفضيلة والطهر. رقيقة، رحيمة، تقية. اهتمّت ببيوت الله والمحتاجين اهتمامًا غبر عادي امتُحنت بفقد ولدها ذي السنوات الخمس فكان موقفها كموقف أيوب الصدّيق: الربّ أعطى والربّ أخذ فليكن اسم الربّ مباركًا. اعتادت أم تعامل خدّامها والفقراء كأفراد أسرتها. بيتها كان مُشّرعًا للغرباء، لا سيما الكهنة والرهبان الذين تستقبلهم كملائكة الله امّا صلاتها فكانت تملأ كلّ أوقات فراغها من العمل والخدمة. توفيَّ لها صبي ثان فصبرت على فقده صبرًا جميلاً. منّ عليها الربّ الإله في المقابل بتوأمين صار أحدهما ضابطًا في الجيش والآخر راهبًا. ثار عليها ذوي زوجها وقالوا أنّها تبدّد ثروة العائلة ولها مع احد الخدّام علاقة مريبة. ضربت الغيرة عيني وجها بالعمى فأشبعها ضربًا. ماتت نتأثرة بجراحها. فيما كان القوم يعدّونها للدفن كشف الربّ الإله براءتها عبر طيب عبق في المكان. بعد أيام فليلة من ذلك جرت عند قبرها أشفية جمذة وخرج الروح النجس من أحد القوم. تاب وجها وبنى كنيسة احتضنت رفاتها.
الطروباريّة
شهداؤك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.