من يرأس المؤتمر
التقت أدوات النجارة معا في مؤتمر, وإذ أرادت السيدة مطرقة أن ترأس المؤتمر, اجتمعت بعض الأدوات الأخرى واحتجت كيف يمكن للسيدة مطرقة أن تحتل مركز الرئاسة وهى مزعجة بصوت طرقاتها أنه يجب عليها أن تنسحب من المؤتمر
قالت السيدة مطرقة : “إن كان يجب على أن أنسحب بسبب إزعاج طرقاتى, فإنه يجب على السيدة فارة النجار أن تنسحب أيضا, لأن كل ما تفعله هو على السطح, أعمالها بلا عمق ! “
إذ سمعت السيدة فارة احتجت قائلة: “إن كنتم تريدون منى أن انسحب, فإنه يلزم على السيدة مسطرة أن تترك المؤتمر, لأنها لا تُستخدم إلا فى القياس, وبكبرياء تدعى أنها دون غيرها دقيقة تماما فى عملها.
وقفت السيدة مسطرة تشتكى قائلة: “إن كنت انسحب بدعوى كبريائى, فإن السيدة سنفرة لا تستحق المشاركة في المؤتمر, لأنها خشنة وصوتها مقزز.
هكذا ظنت كل أداة أن غيرها لا يستحق المشاركة في المؤتمر, وإذ دخل نجار الناصرة امسك بالخشب وبدأ في صمت يعمل, مستخدما المطرقة والفارة والمسطرة والسنفرة والمسامير… فصنع صليبا رائعا.
التقت الأدوات معا لتسبحه, إذ اشترك الكل فى العمل,
وشعر الكل باحتياجهم لبعضهم البعض,
خلال يدي المخلص العجيب.
نفسي تعانى من الكبرياء, فاحتقر أعمال الآخرين وأفكارهم !
وأعانى أحيانا من الإحباط, فأظن إني بلا مواهب, ليس لي عمل ذوقيمة !
لتمسكني بيمينك, ولتعمل بي كما بإخوتي. وتجعل منى ومنهم سفراء لك.
عجيب أنت في أعمالك يا إلهي. تقيمنا جميعا من المزبلة, وتدخل بنا إلى حضن أبيك.
تفتخر بك وبكل أدوات العاملين بك ومعك.