نبت في عائلة نبيلة في رافينا الإيطالية وترعرع على التقى، سلك الفضيلة وارتقى سلم الكهنوت بسرعة وأضحى مدبرا أمينا لشؤون الكنيسة في تلك المدينة ، زمن إضطهاد مكرمو الإيقونات.
حين اصبح أسقفا لقطاني الصقلية شرع لتنقية قطيعه من عدوى الهرطقات ومخلّفات المعتقدات الوثنية الفاسدة. وورد أنه دكّ بصلاته معبدا وثنيا وبنى في موضعه كنيسة مكرّسة لشهداء سبسطية الأربعين. كان حيوي النزعة، قاطعا في مسائل الإيمان، يفيض حبا ورأفة بالمساكين والأيتام والمضنوكين.
في ذلك الزمان، كان هناك رجل مشعوذ اسمه هليوذوروس، في قطاني، قد روّع كل صقلية بشعوذاته وعبر الحاكم في رسالة إلى الأمبراطورعن قلقه الشديد حياله. فأمر الأمبراطور في إلقاء القبض عليه ،وعندما استيق إلى القسطنطينية أغرق المدينة في الظلمة،وعندما منع عنه الطعام جعل كل المدينة تجوع.
حاول القدّيس لاون هدايته فلم يستجب. وذات يوم، فيما كانت تقام الذبيحة الإلهية في الكنيسة، دخل هليوذوروس وأخذ يسخر من القدسات مدّعيا ان له سلطانا ان يجعل الأسقف والكهنة يرقصون أمام الجموع. في تلك الأثناء، كان القدّيس يصلي، فلما فرغ خرج من الهيكل لابسا حلتّه كاملة. وإذ تقدم من هليوذوروس بسط عليه قطعة من الأوموفوري التي كان متشحا بها وهي أشبه ببطرشيل طويل. للحال تعطّلت قوة الشيطان فيه. حكم عليه بالحرق حيا. وجيء به إلى حيث أوقدت النار، فدخل معه لاون ‘إليها. وفيما استحال هليوذوروس رمادا لم يصب القدّيس لاون أي أذى.
بعد ذلك خرج القدّيس إلى القسطنطينية حيث ذاعت على يديه عجائب الله. فشفى العميان وأقام المقعدين وعزّى المضنوكين. وقد رقد بسلام واستمرت البركات تجري برفاته التي أودعت كنيسة على اسم القدّيسة لوسيا.
الطروبارية
لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيّتك قانوناً للايمان وصورةً للوداعة ومعلّماً للامساك،
أيّها الأب رئيس الكهنة لاون،
فلذلك احرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى،
فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.