رَحل الأب الياس مرقص ليستكين مُصلّياً بقرب وجه يسوع الذي شُغف به عُمراً. لَملم هموم كنيسة الربّ في إنطاكية وحركتها، وجَمَعها في قلبه الكبير، وعاد بها من مشفاه الجسدي إلى الطريق الأقصر، إلى صومعة عُشقه للربّ، ليرفعها معه إلى من اعتاد أن يَرفع إليـه كلّ الهموم والشؤون.
سيبقى الأب الياس، الشيخ المُعلّم والمُربّي والقدّيس، ذاك النجم الذي سطع في دنيانا مُشيراً إلى حيث يسكن الفرح الحقّ المُحرّر لنا من متاهات الدُنيـا. سيبقى ذاك الكوكب الجميل الجميل الذي بهر العيون ممّا عويِن فيـه من جَمال إيقونـة المسيح.
رَقد الأب الياس مرقص على رجاء القيامـة قبل ظهر هذا اليوم 23/2/2011، وستتم الصلاة لأجل راحة نفسه بعد ظهر الجمعة الساعة الثالثة في كنيسة الدير، “كنيسة القديس جاورجيوس، دير الحرف“
إنّ الأمانة العامّة لحركة الشبيبة الأرثوذكسية تدعو جميع الأخوات والاخوة في مراكز الحركة وفروعها إلى المُشاركة في الصلاة لراحة نفسه، هو الأب الذي ملأ نفوس الأجيال إيماناً بالربّ يسوع المسيح وحبّاً بنهضة كنيسته.
الأب الياس مرقص هو من مؤسّسي حركة الشبيبة الأرثوذكسية في العام 1942، عميد الرهبنة في كرسينا الأنطاكيّ، رعى رهبنة دير القديس جاورجيوس – دير الحرف وترأسّها حتى الأمس القريب حين منعته الظروف الصحية من الاستمرار في هذه الخدمة، أب روحيّ يوجّه الأبناء في طريق الايمان والتوبة واستيطاب كلمة الربّ. |
من كتاب “إنطاكية تتجدد ” نقرأ للمعلم الأرشمندريت الياس مرقص:
“لن نكون يوماً نحن، ولن نكون أيّ شيء آخر ذا قيمة وثمن إلا إذا نزلنا إلى أعماق الكنيسة ونشلنا منها كنوز المسيحية الرائعة التي لا تُقدّر بثمن وتحلّينا بها”
“إنّ راهباً واحداً ترهّب بفضل الحركـة كاف لتبرير وجودها”.
“لا اختصاص في الحياة الكنسية الحقّة، الكنيسة مُقدّسة فيجب أن يكون جميع أبنائها قدّيسين”
“نحن لا نعمل خارج الاكليروس والكنيسة بل نعمل ضمن الكنيسة وحسب روح الكنيسة. ليست حركتنا كنيسة ضمن الكنيسة. إنها جزء مُتمّم للكنيسة”.
“إن مجموعة الأرثوذكسيين لا تعرف من المسيحية سوى عادات قديمة تردّدها آلياً، أمّا العقائد المسيحية والمحبة والايمان الحقيقي العامل فإنهم لا يعرفون لها أيّ معنى. حركتنا تريد أن تجمع الشبيبة المتردّدة المُبعثرة لتلتفّ بها حول المسيح.”
“من مُرتكزات النهضة الحركيّة:
تفهّم حقيقة المفاهيم المسيحية التي ننتمي إليها ونشرها وتوطيدها.
التهذيب الروحي والتهذيب الأخلاقيّ بالاشتراك في الخدمات الليتورجية.
مُجابهة جميع مشاكلنا كمشاكل كنسية وحلّها بالمحبة والاتحاد بإرادة مسيحية.
العيش بسلام مع جميع إخواننا والعيش في الأمّة كأبناء للأمّة.
تفهّم حقيقة التيارات الفكرية المتعدّدة وعدم الانقياد إليها بشكل أعمى والوقوف منها موقف المسيحي الفاهم المتمسّك بمسيحيته.”
ALBUM – الأرشمندريت الياس مرقص رئيس دير القديس جاورجيوس- دير الحرف