علّمه افيمان المسيحي وعمّده باسم الثالوث القدّوس رئيس الملائكة ميخائيل بالذات. وقد كان رفيقا له كل أيام حياته. عندما رغب والداه في تزويجه ورضخ، كان أول عمل عمله ليلة زفافه أنه أخذ سراجا ووضعه تحت المكيال ثم قال لعروسه:” أيهما خير من الآخر النور أم الظلام؟ فأجابت: بل النور! فأخذ يحدّثها عن يسوع إذ هو نور العالم فنفذت النعمة إلى قلبها واهتدت. مذ ذاك عاشا أخ وأخت. كما نجح في هداية والديه. ويبدو أن أباه، نسطر، مات ميتة الشهداء تمسكا بإيمانه بيسوع ربّاً.
ولم يلبث والدا قونن وامرأته ان قضوا نحبهم فانصرف هو إلى الصوم والصلاة. وقد منّ عليه الرب الإله بموهبة صنع العجائب وهدى أعدادا وافرة من شعبه إلى الإيمان.
ورد أن الوثنيّين جاؤوا إلى قونن وقالوا له: أنت لك إلهك ونحن لنا آلهتنا. تعال نتسابق فمن يصل أولا إلى المغارة يكون إلهه هو الأعظم، فقبل. انطلق المتسابقون على أحصنتهم يسابقون الريح. وما إن وصلت طلائعهم إلى المغارة حتى فوجئوا. كان قونن في انتظارهم وهو مرتاح منتعش فيما كانوا هم متعبين يتصبّبون عرقا، فتحيّروا. عبر أحداث من هذا النوع ظهر فيها إله قونن انه هو الإله القوي وظهرت فيها آلهة الناس أنّها ضعيفة، تمكّن قدّيس الله من هداية شعبه، ثم بشّرهم بيسوع وعلّمهم. مذ ذاك اعتادوا ان يردّدوا كل سنة في ذكرى شفيعهم : واحد هو الإله الحقيقي، إله قونن!
إلى ذلك تردّد ان قونن حاز قدرة إلهية على الشياطين حتى كان يلزم بعضها بحراثة الأرض كالعبيد ويحبس البعض الآخر في جرار يطمرها في الأرض.
وضع الحاكم ماغنوس مراسيم قاضية بملاحقة المسيحيّين قيد التنفيذ، قبض على قونن وجلده وأدماه. لكن الشعب هجم على الحاكم وخلّصه فيما فرّ الحاكم خائفا على نفسه. وقد بقي قونن على قيد الحياة بعد ذلك سنتين ثم ارتحل إلى ربّه.
الطروبارية
شهيدك يا رب بجاهده نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا لأنه أحرز قوّتك فحطم المغتصبين وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.