هربت والدة كدراتس وهي حبلى به، نتيجة الاضطهاد الذي كان يتعرّض له المسيحيون، ووضعته في إحدى الغابات ثم أسلمت الروح لتوّها. وحدها نعمة الله كانت معه وملاكه الحارس حفظ الطفل. ونشأ في عزلة في حضن الطبيعة. وقيل أنّ الذي أرسل المنّ إلى آل إسرائيل من السماء أرسل إلى فمه ندى حلواً غذّاه. فلما بلغ الثانية عشرة نزل إلى البلدة. هناك تحرك قلب قوم فاتّخذوه وعلّموه. درس الطب وشرع يبرىء المرضى مستعملا الأدوية الطبيعية وكذلك القوة الروحية والصلاة التي ترعرع عليها منذ الطفولية.
فلما اندلعت موجة اضطهاد جديدة في زمن داكيوس، منتصف القرن الثالث للميلاد، ألقي القبض على كدراتس وسجن. وإذ أوقف للمحاكمة كان معه خمسة آخرون اعترفوا وإياه بالمسيح. هؤلاء كانوا كبريانوس وديونيسيوس و انيكتوس وبولس وخريستثيوس. حررّهم الجند في الشوارع وتعرضّوا للضرب بالعصي والحجارة لا سيما من الأولاد إلى ان وصلوا إلى مكان الإعدام. هناك صلّوا وجرى قطع رؤوسهم. وان نبع ماء انفجر في المكان عرف، فيما بعد، باسم القدّيس كدراتوس.
وكان استشهاد الستة في كورنثوس، عام 250، زمن الأمبراطور داكيوس قيصر والحاكم ياسون.
الطروبارية
شهيدك يا رب بجاهده نال منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا
لأنه أحرز قوّتك فحطم المغتصبين وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها
فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.