أبينا الجليل في القدّيسين صفرونيوس بطريرك أورشليم (+القرن 7م)

mjoa Thursday March 10, 2011 182

 

sophronius_of_jerusalemولد القدّيس صفرونيوس، الذي يعني اسمه “العفة”، في دمشق من أبوين تقيين عفيفين، بلنثوس وميرا. كان ذلك حوالي العام 550م. تمتّع صفرونيوس بطاقات عقليّة كبيرة وبموهبة شعريّة فذّة. جمع بين الحكمة والعفّة وأتقن الفلسفة فلُقّب ب “الحكيم”. وإذ رغب في اقتناء الحكمة الروحيّة، زار الأديرة والمناسك وخرج إلى أورشليم، وهناك دخل إلى دير شركوي للقدّيس ثيودوسيوس، حيث التقى راهبًا ملقّب “موسكوس” وكان كاهنًا فاضلاً قديرًا فالتصق به صفرونيوس، كان اسمه يوحنا، وكان هو دمشقيًّا. عاشا معًا زمنًا طويلاً، وتركا فلسطين إلى أنطاكية العظمى، وأخذا يتنقلان بين الآباء الأفاضل الذين هم “فلاسفة الروح القدس”، ومع اقتراب الجيوش الفارسية من مقاطعة أنطاكية، تركها الصديقان وانتقلا إلى الإسكندرية.

خرج الصديقان في الإسكندرية إلى شيخ فاضل وأعربا له عن رغبتهما في العيش راهبيَن. ويذكر ان صفرونيوس صيّره يوحنا راهباً إثر داء ألمّ به ولم يكن يتوقع أن يشفى منه. ولكن بنعمة الله، تعافى وأخذ يجاهد بالأكثر من أجل خلاص نفسه والآخرين. في ذلك الوقت، استعرّت هرطقة الطبيعة الواحدة وأخذت تتفشى في كل البلاد المصرية. ويبدو انه كان لصفرونيوس ويوحنا دور بارز في التصدّي لهذه الهرطقة. وكانا بمثابة تلميذين يسعيان كل يوم إلى تعلم المزيد من معارج الحياة الروحية والحكمة الإلهية. ومن أخبارهما انهما خرجا يوما إلى موضع يعرف باسم تيترافيلوس ليقرآ فيه، فسمعا قصة ثلاثة عميان التقَوا وروى كلٌّ على حدة قصة العمى الذي أصيب به نتيجة عمل شائن قام به، فقال حينها صفرونيوس ليوحنا : الحق، يا أبانا يوحنا، أنّه ليس لنا ان نتعلم المزيد. ما تعلّمناه لذو فائدة عظيمة أن من يصنع الشرّ لا مهرب له من وجه الله. ويعود الفضل إلى صفرونيوس في تدوين أخبار القديسَين الصانعَي العجائب، العادمَي الفضّة، كيروس ويوحنا اللذين شفياه من داء ألمّ بعينه.

ولما أخذ الفرس يتهددونهما خرجا إلى رومية، وهناك رقد يوحنا وقد تقدّم في أياّمه. فأقام صفرونيوس وكوكبة من تلاميذه، اثنا عشر عدداً، في أورشليم، المدينة المقدسة التي كانت لا تزال في يد الفرس.

في ذلك الوقت، برزت هرطقة المشيئة الواحدة. وقاوم صفرونيوس التعليم الجديد ودعا إلى مجمع محلّي أدان الهرطقة المستجدة. ثم كان الفتح العربي الإسلامي وحوصرت أورشليم سنتان فاوض صفرونيوس، على أثرها، الخليفة عمر بن الخطّاب. فأمنّه على المسيحييّن وأماكن العبادة التابعة لهم وفتحت أبواب المدينة. لم يعِش قدّيس الله بعد ذلك طويلا لأن الرب الإله اختاره إليه ، في حدود العام 639 م.

 

الطروبارية

لقد أظهرتك أفعالُ الحقِّ لرعيّتك قانونًا للإيمان وصورةً للوداعة ومعلّمًا للإمساك
أيّها الأب رئيس الكنهة صفرونيوس،
فلذلك أحرزت بالتواضع الرفعةَ، وبالمسكنة الغنى،
فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسَنا.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share