القدّيس البار نيقوديموس

mjoa Wednesday July 13, 2011 208

القدّيس نيقوديموس

nikodimosولد سنة 1749م في جزيرة ناكسوس في أرخبيل السيكلاذيس. أعطاه أبواه، في المعمودية، اسم نيقولاوس وأحالوه على كاهن القرية ليتعلّم القراءة. كان ينصرف عن اللهو إلى القراءة. امتاز بذكاء حاد وذاكرة غير عادية سمحت له بتسجيل كلّ ما يقرأ للحال وترداده بلا خلل ساعة يشاء. أرسا إلى إزمير في عمر السادسة عشرة ليتتلمذ على المعلم إيروثاوس في المدرسة الكتابيّة. أحبّه الجميع لوداعته وأخلاقه الحميدة. بالإضافة إلى الاداب والعلوم المقدّسة تلقّن اللاتينيّة والفرنسيّة وأضحى خبيرًا في اليونانيذة القديمة، الأمر الذي سمح له بملء المهمة التي أعدّه الله لها وهي جعل الذخائر تراث الكنيسة في متناول الشعب اليونانيّ الأرثوذكسيّ المقموع. بعد أربع سنوات من الدراسة في إزمير، وبعدما ذبح الأتراك اليونانيين في تلك الأنحاء اضطر نيقولاوس للعودة إلى وطنه ناكسوس. هناك التقى الرهبان غريغوريوس ونيفون وأرسانيوس فتحرّك في نفسه محبّة الحياة الرهبانيّة ودفعه إلى تعاطي النسك والصلاة الداخليّة. وتعرّف إلى الناسك الشهير سيلفستروس القيصريّ الذي كان يعيش في قلاية منعزلة على مسافة قليلة من المدينة، فقرّر أن يبحر إلى جبل آثوس. دخل إلى دير ديونيسيوس واتخذ اسم نيقوديموس وصار نموذجًا لكلّ الأخوة في حميّة الصلاة والنسك والخدم التي كان يتمّمها من دون تذمّر. وبعد سنتين غادر إلى الجبل المقدّس واعتزل في كارياس وبعد أن تقدّم في الحياة الروحيّة عاد إلى دير ديونيسيو، لكن شوقه لحياة التأمل والصلاة أعاده إلى الجبل المقدّس وتنسّك في منسك على اسم القدّيس أثناسيوس وكان ينسخ فيه المخطوطات سدًّا لحاجاته المعيشيّة وأنجز كتابًا تحت عنوان “كتاب النصائح الطيّبة” في شأن حفظ الحواس والأفكار وعمل الذهن وكان قد بلغ الثانية والثلاثين، وكان عندها قد سكن في جزيرة قاحلة فواجه هجمات عنيفة للأبالسة. بعد سنة من الإقامة في جزيرة سكيروبولا عاد نيقوديموس إلى آثوس واقتبل الاسكيم الرهبانيّ الكبير وانكب على الكتابة وتعليم الأخوة. واهتّم بنشر ترجمة الأعمال الكاملة للقدّيس سمعان اللاهوتي الجديد. وفي حياته راجع شرحًا مسهبًا لرسائل بولس وللرسائل الجامعة. كما كان مهتمًّا بتربية شعب الله فوضع لأجل ذلك موجز حول الأخلاق المسيحيّة الحميدة. وساءت صحته كثيرًا نتيجة النسك المتشدّد الذي فرضه على ذاته وهو لم يكن قد تجاوز السابعة والخمسين وأصيب بعدّة أمراض ومنها النسيان لبعض الصلوات التي أصبح يردّدها بصوت عال. وفي تموز 1809 استودع السيد نفسه.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share