نفتقدك أكثر يا أبانا، في عيد شفيعك الحيّ الذي غار للرب، وتصبح الذكرى نبضاً يسري في العروق وذكريات تتراكض في الذهن. تصبح الذكرى أكثر إلحاحاً، أكثر حياةً وانتصاراً على الموت.
نفتقدك أكثر اليوم ونحن نعيّد لشفيعك المرتفع إلى السماء على مركبة النار بعد أن ترك لرفيقه وشاحه والنعمة مضاعفة. نعرف أنك لم تضنّ بوشاحك وبقي علينا أن نعرف كيف نستعمله.
تتراءى لنا في هذه المناسبة كما تعوّدنا عليك في حياتك على الأرض: صامتاً ـ متكلماً أبلغ الكلام، متوارياً ـ موجوداً بقوة، مازحاً ومصلياً من الأعماق.
اليوم أعايد كل من عرفوك، أواسيهم على فقدهم إياك على الأرض وأهنئهم بشفيعهم المحبوب. وأرجو معهم أننا، برحمة الله ومحبته، سوف نجتمع بك من جديد (كما كنا نتحلق حولك لتناول القهوة. في تلك الأوقات لم نكن نعرف أن ذلك لن يدوم طويلاً). سوف نجتمع وإياك من جديد ولكن اللقاء لن ينتهي.
أنت زرعت وحصدت، أنت جاهدت وربحت المسيح، أنت اقتنيت السماوات بدم جهاداتك، فاذكرنا وبحنانك المعهود استعطف الكلي القدرة من أجلنا، نحن رعيتك.
إلى أعوام عديدة بجوار القديسين، أترابك.
وإلى اللقاء، إذا شاءت مراحم الله.