القائد

mjoa Wednesday January 18, 2012 217

تولد قائداً ولو كنت دون العشرة من عمرك أو لا تولد. تعرف أنك تحمل قضية اي قدرة على التغيير والتغيير يأتي من رؤية ما يجب ان يكون اذ الكائن لا يروقك. همك ان تخلق شيئاً جديداً، عالماً جديداً. والمادة التي بين يديك ناس بعضهم مستنير ولكن لا يحمل القضية على عاتقه أو تكون كامنة فيه وتحتاج الى من يحركها.


تحس أنت أنك مفوض لتحريكها من فهمك ومن ربك. تعرف انك مسؤول لأن ما تشعر به رسالة عليك ان تؤديها لأنك بت لا تطيق العالم الذي تراه وتسعى الى عالم جديد انت تؤمن انه سيتحقق بك وبالذين انضموا اليك. ستنشئ اذًا حاملين للقضية لن يصبحوا لك بالضرورة تابعين ولكنهم معتقدون لهذا الذي تؤمن انت به فتراهم نواة لهذا العالم الجديد الذي “أُنزل” عليك من حيث لا تعلم وتلمس انك غير مستقر على حال حتى تظهر تباشير الجدة في رفقائك لتطلع الحياة فياضة من إخلاصكم والمعرفة.

غير ان الرسالة الجديدة جلاؤها ذو شروط ولعل اهم شرط فيها الزهد بالأنا والتنزّه الكامل عن إغراء الزعامة فإن الزعامة شهوة وصاحب الشهوات تقوده شهواته ولا يقودها الحق. لذلك لا يمكن ان يصبح الأغنياء قادة لأنهم يحمّلون أنفسهم قضية وهم ذاهبون الى أنفسهم ويتعذر عليهم ان يتلقوا رسالة من فوق أنفسهم.
ليس المهم تنظيم الحركة التي هبت في النفوس. أتتخذ شكل ندوات أم حلقات أم إصدار كتب وما اليها. المهم الشعلة أعني النار الداخلية التي تصبح نورا فيك وفي من يأخذ عنك. وهذا هو الايمان الذي تنظر فيه الى الآتي كأنه واقع اذ المؤمن لا يقبل بالحاضر أو الجاهز ولكنه يسير الى ما لا يراه على رجاء ان يتحقق وتتبدل احوال هذا العالم.
الكون مسلّم الينا. كذلك الناس. كل منا راعٍ لأخيه حتى يصبح المرعي راعيا بدوره ويتفجر النور من كل قلب.
العالم فيه ابدًا سوء وانت المستنير تعرف ذلك ولكنك ترجو ان يتغير هذا العالم الذي تعهدته بما فيك من حماسة وبما ائتمنت عليه من توكيل. وأيقظت الناس الى وكالتهم فأحسوا بدعوتهم الى الحق وان خلاصهم بالايقاظ مجتمعين على الحب والخدمة.

أصحاب الدعوات الروحية هم عينا الذين يؤمنون ان الدنيا ليست تحت حتمية المعصية وان الطهارة ممكنة وان الله ليس قهارا للقلوب. ما قال الله ان كل اهل الدنيا سيحولونها فردوسا قبل ان نتمجد معا في القيامة.

ما جاء ابدًا في تعليمنا أو في اي تعليم ديني ان الإيمان على نمو المسكونة. “هل سأجد ايمانا على الأرض” (لوقا 18: 8). على كل هذا نحن مدعوون الى النضال وكأننا نرجو تغييرا شاملا لكل انسان ولكل الناس.
أظن ان اخفاق عدد من المسيحيين كبير وعدم اهليتهم للمسيح ناتج من ضعف ايمانهم بقدرة المخلص على نفوسهم وبتخاذلهم امام الشهادة والاستمرار على انجيلية ارواحهم. “قم يا الله واحكم” كل نفس من نفوسنا ليرى العالم ضياءك العظيم.

المطران جورج خضر – جريدة النهار – 16-01- 2012


Normal 0 MicrosoftInternetExplorer4

تولد قائداً ولو كنت دون العشرة من عمرك أو لا تولد. تعرف أنك تحمل قضية اي قدرة على التغيير والتغيير يأتي من رؤية ما يجب ان يكون اذ الكائن لا يروقك. همك ان تخلق شيئاً جديداً، عالماً جديداً. والمادة التي بين يديك ناس بعضهم مستنير ولكن لا يحمل القضية على عاتقه أو تكون كامنة فيه وتحتاج الى من يحركها.
تحس أنت أنك مفوض لتحريكها من فهمك ومن ربك. تعرف انك مسؤول لأن ما تشعر به رسالة عليك ان تؤديها لأنك بت لا تطيق العالم الذي تراه وتسعى الى عالم جديد انت تؤمن انه سيتحقق بك وبالذين انضموا اليك. ستنشئ اذًا حاملين للقضية لن يصبحوا لك بالضرورة تابعين ولكنهم معتقدون لهذا الذي تؤمن انت به فتراهم نواة لهذا العالم الجديد الذي “أُنزل” عليك من حيث لا تعلم وتلمس انك غير مستقر على حال حتى تظهر تباشير الجدة في رفقائك لتطلع الحياة فياضة من إخلاصكم والمعرفة.
غير ان الرسالة الجديدة جلاؤها ذو شروط ولعل اهم شرط فيها الزهد بالأنا والتنزّه الكامل عن إغراء الزعامة فإن الزعامة شهوة وصاحب الشهوات تقوده شهواته ولا يقودها الحق. لذلك لا يمكن ان يصبح الأغنياء قادة لأنهم يحمّلون أنفسهم قضية وهم ذاهبون الى أنفسهم ويتعذر عليهم ان يتلقوا رسالة من فوق أنفسهم.
ليس المهم تنظيم الحركة التي هبت في النفوس. أتتخذ شكل ندوات أم حلقات أم إصدار كتب وما اليها. المهم الشعلة أعني النار الداخلية التي تصبح نورا فيك وفي من يأخذ عنك. وهذا هو الايمان الذي تنظر فيه الى الآتي كأنه واقع اذ المؤمن لا يقبل بالحاضر أو الجاهز ولكنه يسير الى ما لا يراه على رجاء ان يتحقق وتتبدل احوال هذا العالم.
الكون مسلّم الينا. كذلك الناس. كل منا راعٍ لأخيه حتى يصبح المرعي راعيا بدوره ويتفجر النور من كل قلب.
العالم فيه ابدًا سوء وانت المستنير تعرف ذلك ولكنك ترجو ان يتغير هذا العالم الذي تعهدته بما فيك من حماسة وبما ائتمنت عليه من توكيل. وأيقظت الناس الى وكالتهم فأحسوا بدعوتهم الى الحق وان خلاصهم بالايقاظ مجتمعين على الحب والخدمة.
أصحاب الدعوات الروحية هم عينا الذين يؤمنون ان الدنيا ليست تحت حتمية المعصية وان الطهارة ممكنة وان الله ليس قهارا للقلوب. ما قال الله ان كل اهل الدنيا سيحولونها فردوسا قبل ان نتمجد معا في القيامة.
ما جاء ابدًا في تعليمنا أو في اي تعليم ديني ان الإيمان على نمو المسكونة. “هل سأجد ايمانا على الأرض” (لوقا 18: 8). على كل هذا نحن مدعوون الى النضال وكأننا نرجو تغييرا شاملا لكل انسان ولكل الناس.
أظن ان اخفاق عدد من المسيحيين كبير وعدم اهليتهم للمسيح ناتج من ضعف ايمانهم بقدرة المخلص على نفوسهم وبتخاذلهم امام الشهادة والاستمرار على انجيلية ارواحهم. “قم يا الله واحكم” كل نفس من نفوسنا ليرى العالم ضياءك العظيم.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share