تيموثاوس

mjoa Monday January 23, 2012 199

تيمـوثـاوس هـو الابن الروحي لبولس ومنـدوبـه الى أفسـس ليخـدم فيهـا. كـتب اليه هذه الرسالـة الأولى من مقـدونيـة، وفي سجنـه الأخيـر كتـب اليـه رسالتـه الثـانيـة. يمكن اعتبـار تيموثاوس أُسقـفـًا على أفسس، والرسـول مُشرف على الأسقـف فـي المنطـقـة التي وضعـه فـيهـا. بهذه الصفة الأبـويـة أخـذ بـولـس ينصح تلميـذه فيقـول لـه: “لا يستهـن أحد بفتـوّتك” إذ كان المـؤمنـون يـوقّـرون، بخاصة، الرئيس الروحـي اذا كان شيخًـا، والكـهنـة سـُمّـوا شيـوخـًا في العهـد الجـديـد. ثم يـطـلـب أن يتحـلـّى بـبـعـض الـفـضائـل مثـالا للـفضائـل كلها.

يـذكُـر “الكلام” أولاً اي الكلام اللائـق العـفـيـف، وغالبًا ما أراد ايضًا ان يكون تيمـوثـاوس نمـوذجـًا في حُسـن الوعـظ، وهـذا ما سوف يذكُـره بعـد قليل.

ثم يذكُر التصرّف اي الأخلاق الحسنـة. بعضها كـلام، وبعـضـهـا سلـوك، فلا تـُعـثـر أحدًا بسلـوك مُخـلّ. الـعـفـّة، الصدق، الاستقـامـة جـزء مـن هذا السلـوك، والـذروة هـي المـحـبــة، وعـنـهـا جـاء قـبـل هـذه الرسالـة نشيـد في الـرسـالـة الأولى الى أهـل كورنثـوس (الإصحاح 13).

ليس عنده هنا ترتيب للفضائل اذ يذكر الإيمان بعد المحبة وهو مُنشئها. بعد هذه اللائحة يقول: “واظب على القراءة”. يريد بذلك قراءة العهد القديم وما كتبه هو من رسائل إذ لم يكن الإنجيل قد دُوّن بعد. ثم يُلحّ عليه أن يعظ وأن يُعلّم. الوعظ هو في الخدمة الإلهية ولا سيما القداس. أمّا التعليم فليس له إطار مُعيّن. هو أمثولات منظّمة، متتابعة.

“لا تُهمل الموهبة التي أُوتيتَها بنبوّة بوضع أيديِ الكهنة”. النبوّة تعني هنا أن احدًا لا يأخذ كرامة الكهنوت إلا بوحيٍ من الروح القدس. إن احدًا في الكنيسة يعبّر عن وحي الروح. وضع الأيدي هو الرسامة. في وقت قريب من هذه الرسالة نرى الجماعة كلها تنتخب الأساقفة والشمامسة. غالبًا أن بولس هو الذي رسم تيموثاوس بمشاركة كهنة أفسس.

بعد هذا الكلام، يجعل بولس هذه الفضائل رزمةً واحدةً ليكون تقدّم تيموثاوس ظاهرًا في كل شيء (ليضيء نورُكم قدّام الناس). ويطلب الرسول العظيم ان يعكف تلميذُه على هذه المواهب ولا يُهمل واحدة منها، وكأنه يقول إن لم تتزين بالفضائل كيف يمكن أن تستمرّ في الأسقفية، فهذه تكليف إلهيّ. كيف تستجيب لهذا التكليف إن كنتَ شاغرًا من الإحسان الإلهي؟ ماذا تعطي للرعية والناس إن لم يكن الرب ساكنًا فيك بالروح القدس؟

أيّ منّا له الحق أن يُذكّر كل عضو له رتبة إكليريكية بالواجب الذي يطلبه الله منه “حتّى لا يُجدّف على اسم الله بسببكم”.

 

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share