عقد المجلس الاعلى للطفولة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع مؤسسة “الرؤيا العالمية”، لقاء صباح اليوم مع مجموعة من الاعلاميين يمثلون وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب والالكتروني، حول “الاستخدام الآمن للانترنت عند الاطفال: إرشادات وحلول”، في سياق البرنامج الوطني لحماية الاطفال من مخاطر الانترنت، الذي ينسقه المجلس الاعلى للطفولة في الوزارة ويديره الامين العام للمجلس الدكتور ايلي مخايل.
استهل مخايل اللقاء بكلمة ترحيبة لافتا الى “اهمية العمل على رفع وعي الرأي العام اللبناني في قضية حماية الاطفال في مختلف المواقع والامكنة التي يرتادونها، ولا سيما وسائل الاتصال الحديثة التي أصبحت جزءا اساسيا من حياتهم اليومية، ويجدر بأصحاب القرار وضع السياسات والبرامج التي تؤمن استخداما آمنا للانترنت ولوسائل الاتصال الحديثة”. وأشار الى سلسلة انشطة يتم تحضيرها لمناسبة اليوم العالمي للاستخدام الآمن في 7 شباط المقبل.
صدقة
ثم تحدث رئيس قسم الصحافة في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة عن أهمية تكنولوجيا المعلوماتية والتحول الايجابي الذي أدت اليه التكنولوجيا ومخاطر المجتمع الرقمي على الاطفال ودور وسائل الاعلام والاعلاميين في مواكبة ثورة الاتصالات والتواصل الاجتماعي.
واعتبر “أن التكنولوجيا أداة تغيير نقلت البشرية الى مجتمع المعرفة التكنولوجية في كل مفاهيم الحياة دون استثناء، فباتت في صلب عمل المجتمع وتطوره، وأداة للسيطرة على مقدرات العالم، حتى ان الخبراء باتوا يتوقعون حروبا رقمية في المستقبل القريب”.
الحداد
ثم عرضت كاتيا الحداد من وزارة الشؤون الاجتماعية نتائج دراسة جمعية “الانمائيون اللبنانيون” حول سلامة الاطفال على الانترنت في قضاء جبيل (عام 2010)، وقد أجريت على دور وسائل التكنولوجيا في حياة الشباب على 600 شاب وشابة، بهدف معرفة سلوك الشباب في ما يتعلق باستخدام الانترنت وتقنيات الكومبيوتر والهواتف المحمولة في المقابلات، وقد راوحت اعمار الشباب بين 15 و18 سنة، وجميعهم يذهبون بانتظام الى مدراسهم، وجاءت النتائج كالآتي:
“89 في المئة من الشبان يعيشون في منزل مع جهاز كومبيوتر، و47 في المئة منهم لديهم جهاز خاص بهم، 67 في المئة من الشابات يعشن في منزل مع جهاز كومبيوتر، و24 في المئة فقط لديهن جهاز خاص بهن، و69 في المئة من جميع شابات وشبان المقابلات يذهبون الى مقاهي الانترنت للعب مع الاصدقاء او الدردشة، بينما معظم الفتيات يذهبن للدردشة، و87 في المئة يذهبون الى مقهى الانترنت على الاقل مرة في الاسبوع، و97 في المئة منهم يعرفون كيفية استخدام جهاز الكومبيوتر، و78 في المئة يعرفون كيفية الدردشة.
وتبين أن 49 في المئة يدردشون على أساس يومي، و45 في المئة يملكون هواتف، وهذه النسبة الى تزايد، وخصوصا بين اطفال المدارس، و73 في المئة من الهواتف المحمولة هي هدية من الاهل مع حسابات مدفوعة مسبقا، وعادة ما تدفع من الاهل أيضا، و59 في المئة من الشباب يعتبرون أن إعطاء معلوماتهم الشخصية للغرباء على شبكة الانترنت يشكل خطرا، بينما يظن 40 في المئة فقط أن لقاء شخص على شبكة الانترنت (من خلال الدردشة اساسا) أمر خطير، و80 في المئة منهم سمعوا أو قرأوا عن مخاطر إجراء اتصالات جديدة من خلال شبكة الانترنت، وغالبية الشبان في المقابلات تلقوا دعوة من أشخاص غير معروفين على موقع الدردشة أو من خلال صفحة شخصية أو أي نظام مراسلة آخر، و50 في المئة من تلك الدعوات لقاءات.
وختمت: “يمكننا أن نرى من خلال هذه الدراسة ان الشباب اللبناني على علاقة وثيقة مع الكومبيوتر والانترنت، والاغلبية لا تعرف ما هي المخاطر الرئيسية على شبكة الانترنت”.
خوري
ثم قدمت زينة خوري من مؤسسة “الرؤيا العالمية” نتائج تقويم الوضع لسلامة الاطفال على الانترنت مع الآباء والاطفال في ثلاث مناطق من لبنان (بشري، مرجعيون والبقاع) وفي أربعة مخيمات للاجئين الفلسطينيين (البص، البداوي، ضبيه وبرج البراجنة).
وخلصت الى أن الآباء قالوا إنهم ليسوا قادرين على مراقبة أطفالهم اثناء تصفحهم الانترنت، لأنهم أساسا لا يعرفون كيفية استخدامها، وجميع الآباء المشاركين لا يدركون أي تشريع او اتفاق او قانون تعتمده الحكومة اللبنانية لحماية اطفالهم من مخاطر الانترنت، وبدا الاطفال مدركين مخاطر الانترنت لكنهم يفتقرون الى المعرفة الاساسية للعواقب النسبية”.
وأكدت الحاجة الماسة الى “العمل مع كل الآباء والاطفال على التوعية وبناء المهارات ومشاركة الحكومة وأصحاب مقاهي الانترنت والقادة الروحيين، للتأكد من أن الاطفال يعيشون في بيئة صحية وممكنة تعزز نموهم وتحميهم من مخاطر الانترنت”.
كرامة
وكانت مداخلة لاكرم كرامة من وزارة الشؤون الاجتماعية عن الاستخدام الآمن للاطفال على الانترنت والمجازفات والتحديات الناتجة من التكنولوجيا وضرورة الموازنة بين الحياة الرقمية للاطفال وحياتهم الواقعية، “لأن اطفال اليوم هم من الجيل الاول الذي يتربى في عالم المعرفة والتكنولوجيا والاتصالات وضرورة تمكين الاهل ومحافظتهم على السمعة الرقمية، وتمكين الأطفال من اتخاذ القرار الصائب على الانترنت ومشاركتهم الحياة الرقمية، أي تطبيق الحياة الواقعية على استخدام الانترنت الآمن”.
وطنية – 25 / 01 / 2012