رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة دير سيدة النورية يوم السبت في 21 كانون الثاني 2012 الموافق يوم عيد القديس مكسيموس المعترف. اشترك معه في القداس سيادة راعي أبرشية طرابلس المطران افرام والأرشمندريت جورج (صافيتي) رئيس دير النورية وكهنة المنطقة. في أثناء القداس أعطى راهبة الاسكيم الرهبانيّ وصَيّر أُخرى راهبة مبتدئة. الراهبتان اثنتان من ثلاثة تكرّسن في دير القديس سمعان العمودي – حامات الذي يقع بالقرب من دير النورية.
ألقى سيادته عظة جاء فيها: يا إخوة، لقد اقتبل الرب الاخت المذكورة في هذا الاحتفال في عداد الراهبات. وقد سمعَت، وسمعنا نحن معها كل ما يريده يسوع منها لخلاص نفسها وخلاصنا. اما انتم فماذا جئتم تفعلون؟ عندما سمع القديس أنطونيوس الكبير نداء الرب في الإنجيل: “من اراد أن يتبعني فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”، أنشأ هذا الأسلوب الذي نسمّيه الرهبانية. هو محاولة من محاولات الخلاص. ويبقى أن الخلاص نداءٌ لنا جميعا، نحن الذين نعيش في الدنيا. الإنجيل ليس آتيا من الرهبانية. الرهبانية آتية منه. كل القضية في الرهبانية هي قضيتنا نحن الذين نحيا في العالم، هي الحياة المسيحية التي في سعي الراهب أن يُحقّقها كاملة.
نحن ايضا، العائشين في هذه الدنيا، نجيء من الإنجيل، اذ ليس من فرق في طبيعة الأشياء بين الراهب والعلماني. كل أُرثوذكسيّ راهبٌ، من جهة المعنى، وان لم يكن كذلك من جهة الرتبة او التنظيم. معنويا كل منا راهب، لانه يريد أن يجيء من الإنجيل وأن ينحت حياته حسب كلمة الرب في الطاعة والعفة والفقر. نحن جميعا مرتبطون بهذه الفضائل دون نذور. وكلنا أَخذنا هذا الذي أَخذه الراهب في المعمودية. لاحظتم أننا سمّينا هذه الرتبة معمودية ثانية. اذًا، نحن في المعمودية رهبان. بمعنى أوّل أننا نطيع حسب قول الرسول “أَطيعوا بعضُكم بعضا”، وحسب كلام السيد “مَن طلب منك ثوبك فأَعطه رداءك ايضا، ومن سخّرك مِيلا فامشِ معه مِيلَين”.
نحن مرتبطون بالعفّة. الحياة الزوجية قائمة على العفّة، اي على إخلاص وخدمة للفريق الآخر، قائمة بالإمساك عن غيره. المتزوج متخصّص لزوجته. والزوجة متخصّصة لزوجها. هذا شكل العفّة في الزواج.
ثم الفقر الاختياريّ في الرهبنة. نحن نعيش، او يجب أن نعيش روح الفقر بحيث لا نتمسّك بالمال، ولا بشيء من الاشياء المنظورة ولا القصور ولا السيارت ولا الألبسة. نحن فقراء بالروح. واذا اضطررنا، نحُوز بعض مالٍ من أجل معيشتنا الطبيعية، ومعيشة عائلاتنا. ولكن، كل مسيحيّ فقيرٌ الى الله، منزّه عن التعلّق بالموجودات المادّية في هذه الدنيا، أَسلمَ نفسه للمسيح، ولا يحتاج الى سواه.
نحن نأخذ من هذه الحفلة ما قلته، لاننا مرتبطون بالرهبنة بدون شكل منظم، مرتبطون بها روحيا ادبيا روحيا معنويا حتى تأتي الكنيسة من الانجيل. ما دفع انطونيوس الكبير ليؤسس الرهبنة في مصر؟ رأى ان المسيحيين لا يأتون من الانجيل. يأتون من اهوائهم واغراضهم وشهواتهم. رأى ان مجموعة المسيحيين في الاسكندرية لا يجيؤون من الانجيل.
إذا، فيما نصلي من اجل أُختنا لتسلك حياة يسوع طوال حياتها، نعاهد الله الآن أن نسعى نحن ايضا بدورنا أن نمشي مع المسيح.