حركة الشبيبة الأرثوذكسية | لصورتك الطاهرة نسجد (الصوم الكبير- 2012) |
موضوع منسّق وفق المنهجية الناشطة إعداد وتنسيق: الأخ ماجد عازار |
لمراجعة موضوع الأسبوع الفائت – إضغط هنا- “الصوم والصحة الروحية”
لصورتك الطاهرة نسجد
بإمكانكم تحميل الملف PDF من هنا
المرحلة الاولى:
يعلن المرشد للأعضاء ان اللقاء سوف يبدأ بسباق لجمع المعلومات حول”الأيقونة”. التي نعيد لانتصارها في الأحد الأول من الصوم ، فيوزع الأعضاء الى أربع مجموعات ويطلب من كل مجموعة اختيار عدّاء للقيام بهذه المهمة (ممكن للمجموعة تبديل العدّائين خلال مرحلة جمع المعلومات).
بعد اختيار العدّائين يسلّم المرشد كل مجموعة الاسئلة المطلوب الاجابة عليها.
( قبل بدء المرحلة الأولى يضع المرشد على حائط خارج قاعة الإجتماع مستند الأيقونة تاريخها وقداستها للمطران جورج خضر )
ينطلق السباق بين المجموعات بأن يتوجه كل عدّاء دون ان يحمل اي شيئ في يديه، مرة تلو الأخرى الى مكان وجود المستند للتفتيش عن الأجوبة ونقلها بشكل شفهيّ فقط الى مجموعته .
تدوّن المجموعة الإجابات وتسلّمها الى المرشد .
الأسئلة:
1. تعريف كلمة أيقونة .
2. اين مورس فن رسم الأيقونة ؟
3. من اين دخل هذا الفن الى الكنيسة ؟
4. اسم وتاريخ المجمع الذي زكى الايقونة في الدنيا الارثوذكسية .
5. تسمية ثلاث آباء دافعوا عن رسم الأيقونات في الكنيسة .
6. تحديد السنة التي تم فيها رفع الأيقونات نهائيا في الكنيسة .
7. المواضيع التي مثلتها الايقونة .
8. علاقة الصليب برسم الأيقونة .
9. الأيقونة هي رمز ومكان ………………. .
المرحلة الثانية:
تتم الإجابة على الأسئلة ثم يوزع المرشد المستند رقم 1 ( تاريخ وقداسة الأيقونة للمطران جورج خضر) ويقرأه قراءة جهرية ثم يقوم بتوضيح النقاط والأفكار التي يطرحها عن طريق الأسئلة والحوار مع الأعضاء . ويختم هذه المرحلة بالتوجيه الروحي .
النقاط التي يطرحها المستند :
• تعريف كلمة أيقونة
• الموقع الذي مورس فيه فن الأيقونة
• سبب دخول فن الأيقونة الى الكنيسة
• معارضة رسم الأيقونات
• الدفاع عن الرسم في الكنيسة
• انتصار الأيقونة
• أسلوب الرسم
• لاهوت الأيقونة
• مكانة الأيقونة في الكنيسة
• المواضيع التي عالجتها الأيقونة
• علاقة المؤمن بالأيقونة
المستند رقم 1: تاريخ وقداسة الأيقونة للمطران جورج خضر.
الأيقونة ، في اليونانية ، كل صورة ، واصطلاحا ، كل صورة توقر سواء اصنعت بالدهان او من الفسيفساء او من مواد اخرى ( مينا ، معدن ، عاج ، زجاج….. ) وعند المحدثين هي اللوحة القابلة للنقل ولاسيما الخشبية . هذا الفن مارسه الشرق المسيحي قاطبة . انه قبطي وسرياني وارمني واثيوبي . غير انه بالدرجة الاولى كان بيزنطيا لأن جلال الأمبراطورية اثرفيه واستمرارها حضنه بالرغم من نكسة قرن ونيف . ولكن ما هواهم من ذلك ان المجمع السابع المنعقد سنة 787 في نيقية هو الذي زكى الايقونة في الدنيا البيزنطية، وانبرى متصوفوا الشرق الأرثوذكسي وعلماؤه من قبل المجمع وبعده حتى يومنا هذا يكشفون للعالم لاهوتية الايقونة ومكانتها في العبادة.
واذا ما قلنا فنًا بيزنطيا، فلا يعني ذلك انه متصل اساسا ببيزنطية العاصمة. ولكنه يسمى كذلك بسبب ظهوره في مدى الأمبراطورية وعلى وجه التخصيص في مصر و سوريا . وبعد سقوط القسطنطينية ، ظل يزدهر حيثما حلت الكنيسة الارثوذكسية . ومما ساعد على ذلك ان تنظيره اللاهوتي والجهاد من اجله حتى موت الشهادة صارا في كنفها .
السؤال لماذا دخل رسم الأيقونات الى الكنيسة ومن اين دخل ؟ في آخر مرحلة من الحضارة المصرية وجه المومياء الذي كان يحفر حفرا قبلاً، صار مرسوما على تابوت خشبي .المسيحيون اخذوا بذلك . الصورة صورة الشهداء ، موضوعة فوق أضرحتهم . انها الاعلان على ان الشهيد تجاوز الموت والدينونة . التمثال او اللوحة الذي كان عند المصريين القدامى يستبقي الروح او يجذبها اليه اذا فنيت المومياء، يملي على المسيحيين موقفا آخر. اللون هنا وثمة، واحد . الاداة كذلك . ولكن حين ان الصورة المصرية الوثنية موظفة في استدعاء الروح اليها ، تأتي الصورة المسيحية ، في مصر مشيرة الى حياة الشهيد من بعد موته ، والى حضوره في الجماعة المصلية ومشاركتنا اياه سر انبعاثنا الواحد ، كأن الفنان اتخذ الكلمات الفنية القديمة وركب منها جملة جديدة نابعة من فلسفة جديدة . رسم الايقونات كان له مناوئوه في القرنين الثالث والرابع (اوريجانوس ،افسافيوس ) وله مناصرون اقوياء بين الاكابر ( يوحنا الذهبي الفم ، غريغوريوس النيصصي، يوحنا الدمشقي ) وبعد صراع طويل رفعت الامبراطورة ثيوذورا الصور المقدسة في الكنيسة رفعا نهائيا في ال 11 من اذارالسنة 843 قاضية على الاضطهاد الذي لحق بها وبالمؤمنين منذ السنة ال 730 على عهد ليون الثالث . واذا سمت الكنيسة الارثوذكسية ، الاحد الاول من الصوم ، احد الارثوذكسية ، فانما تشيرالى انتصار الايقونات ذاك ،كأن الارثوذكسية التي تعني ، ليس استقامة الرأي فحسب ، بل التمجيد ، ترى نفسها متصلة بالأيقونة رمزا ومكانا لتمجيد الاله المتجسد و اصفيائه المكرمين .
اذا بحثنا في اسلوب الأيقونة نرى ان الفنان يجرد الجسد عن جسدانيته . أنت أمام مسطح يحيث لا يبقى للجسد عمق ولا وزن . وأنه ليبدو و كأنه محلق في الجو . أنت في البعدين ، ليس لأن اللوحة تفرض عليك ذلك ، لكن هذه اختيرت لتأمين بعدين يلغيان مادية الاجساد . رسام الأيقونة لا يأسره ايقاع الجسد بفنائيته . يأخذه الزمان الدهري والمدى الدهري . فاذا تحرر من قهرية هذه الارض له ان يخضع رسم الأيقونة بالنسبة الى اللاهوت التي تمثل . فيضخم القد يس ويقزم الجبل الذي هو واقف عليه . كذا العنق يطول والعينان تعظمان وتستديران . في بركات هذا النصر الدائم كان يرسم المصلوب مفتوح العينين متسربلا حلته ، لانه على الجلجلة ، في وسط الامه ، كان لا يزال في سكينة الالوهة . وقد قال اباء المجمع السابع : “نحدد بكل دقة وصرامة ان الايقونات الموقرة والمقدسة قد اقيمت على شبه المثال الذي للصليب الكريم “المحيي : على الصليب كان المسيح ايقونة الآب ، ” بهاء مجده ورسم جوهره ” متخطيا بذلك كل مقولة بشرية . الايقونة بعد النمنمات الاولى ، لم تبقى واقعية طبيعية ولكنها دخلت في واقع الحياة الروحية . اجل انها تشير الى المسيح الممجد . ولكن اجساد القديسين غير ممجدة ، بعد ، فلأي سبب اذا تصورهم . الايقونة تستبق المجد، تجعلنا في انتظار مجيىء الرب الثاني ومن هذا القبيل ، هي اطلالة الدهر الاتي وفنه . لا ريب ان عندنا صورا زيتية او شمسية لبعض القديسين ولا سيما الذين عاشوا في القرن التاسع عشر او ادركوا القرن العشرين . ومع ذلك ، فهم الفنانون انه كان عليهم ان يحيدوا عن واقعية الصورة ودون التنكر لبعض معالمها الارضية .
ولنا في نطاق هذا الفكر نفسه ، وقبل حرب الايقونات، قولة لأب كبير من آباء الكنيسة الشرقية ، هو القديس مكسيموس المعترف : ” يقال ان الله و الانسان يتخذ احدهما الاخر نموذجا . فالله بمحبته البشر ، يتأنس من اجل الانسان ، في القدر عينه الذي يتأله فيه الانسان من اجل الله متقويا بالمحبة ” . فكأن الايقونة الملتقى الرمزي للأله و الانسان في شخص الابن المتأنس .
الأيقونة اذ ذاك تحمل هذا الالتقاء ، اي انها لم تكن رسما ، الا لأنها تترجم حقيقة …… لذلك نحن ملزمون تجاه الأيقونة ، تطل علينا محاطة بأساسها الذهبي الرامز الى النور والمدعو نورا ، لتجعلنا في الضوء الذي لا يعتريه مساء …… فاذا انت أقبلت الى الأيقونة ، تقبلها ، لأنك أليف القديسين تؤمن بتقديس الشفتين ، لأنك انسان نجس الشفتين ” ( اشعيا 6 : 5 ) واذا أدبرت عن الأيقونات تودعها مصلبا وجهك لتعاهد الرب وكبار احبائه . انهم خاطفوك اليهم ومتعهدوك في خروجك الى العالم .
العالم الأرثوذكسي لم يتكلم قديما عن جمال الأيقونة ، لأنه كان يتعبد بها ويتقرب . وما اعتبر كنائسه متاحف .واذا جعلت الأيقونات في الصالونات الحديثة بعضا من زخرفها ، فالمؤمن يرى في ذلك تدنيسا ، اذ ان الأيقونة ، في المعبد او البيت تقف بين يديها منكسرا مستغفرا متهللا ويستقيم امامها بخورك او شموعك او قنديلك . كيف الأيقونة – المقام تؤول الى تحفة وأنت ينبغي ان تتلقاها أبدا في كنيستها ، في طابعها الليتورجي .
تحولت مواضيعها بتحولات الليتورجيا . مثلت الشهداء اولا ، ثم مثلت القديسين النساك وقد انتقلت من الديورة الشرقية الى الكنائس ، لما قبلت الكنيسة الحركة الرهبانية . وتأتينا من الأديرة بخاصة الى منازلنا بعد أن أستشهد الرهبان من أجلها قبل انتصار الأرثوذكسية . وبسبب من هذا الانتصار اخذ المؤمنون يعلقونها على الجدار الذي يفصل بين المائدة و صحن الكنيسة .وكان واطئا وكاشفا . وعلى العتب الذي يعلوه قامت أيقونات السيد ووالدة الأله ويوحنا الصابغ . ثم أضيفت ايقونات معلمي الكنيسة الكبار ورؤساء الملائكة والقديسين . وكانت صور هؤلاء توضع في اعيادهم . وفي المصف الأول من الجدار الفاصل تنتظم أيقونات الأعياد السيدية . وبسبب هذا الاكرام المتصاعد تعددت صفوف الأيقونات وارتفعت حتى حجبت القدس (الهيكل) حجبا كاملا فسمي هذا الفاصل أيقونسطاسا أي حامل الأيقونات . واذا كانت السقوف والجدران مزدانة كلها بالرسوم تكون الكنيسة كلها صورة واحدة عن المعايشة السماوية التي يتمتع بها أولياء الله .
لا شك ان عودة الأيقونات الى المعابد في السنة 843 هي التي ساعدت كثيرا على ان منازل الارثوذكسيين ومحالهم وشوارعهم ( ازدانت بها ) ، زاوية الأيقونات هي المصلى ، واذا قامت في كل غرفة ، فأنت تسلم عليها أولا اذا دخلت، وبعد ذلك ترى الناس . وهي تصحبك في السفر لتتلو أمامها صلاتك . فلها اذا انطلقت الى النوم آخر رؤية وعند السحر اليها تبتكر . فاذا استشرقت بها تتحسس طراوة الله ، فيما سما من فن الأنسان حتى عتبات الملكوت .
تاريخ وقداسة الأيقونة للمطران جورج خضر
المرحلة الثالثة:
استنادا لما ذكر في المستند رقم 1 مربوطًا بنص فيرجيل جورجيو في كتابه من ” الساعة الخامسة والعشرين الى الأبدية ” (يوزع على الأعضاء) يطلب المرشد من الأعضاء مداورة التعليق بجملة على الموضوع .
وأجمل ايقونة ، في نظري ، هي وجه والدي ، كما طبع في ذاكرتي لما فتحت عيني لأول مرة على العالم ، وأنا لا أزال في السرير . لقد تحققت فيما بعد انها كانت مطابقة كل المطابقة لقوانين وقواعد علم الأيقونات البيزنطية الصارمة. وانفتاح عيني الأول على أيقونة بهذا الرونق ، هو الذي حدد حياتي بدقة تامة .
فيرجيل جورجيو – كتاب من الساعة الخامسة والعشرين الى الأبدية
المرحلة الرابعة:
يختم المرشد اللقاء بقراءة القصة التالية: (قصة أيقونات )
الحافظ المحفوظ
أخذوا قرارا بهدم كنيسة من كنائس جبل لبنان. عرف هو، وما كان ينتمي الى دين اهلها الذين هجروا ظلما عن قريته. فقرر ان يدخل الكنيسة سرًا، وينقذ ايقوناتها التي كان يعرف قيمتها عند اصحابها وفعل . لم يعرف احد من الناس ما فعل. واعتقد الجميع ان هدم الكنيسة ذهب بموجوداتها طرا . وحفظ هو الصور المقدسة ، في بيته ، زمانا طويلا .
ثم عاد السلام . وقرر المؤمنون أن يبنوا كنيستهم ، قبل بناء بيوتهم ، تعبيرا عن حبهم لله نبع كل حب . وارتفع البناء، واكملت القاعة . وأرادوا أن يتباركوا باقامة أول خدمة الهية في الموقع الجديد . فسألوا أسقفهم أن يؤمهم عابدين ، واتفقوا على موعد . وحان .
عرف هو . فجهز الأيقونات ، وحملها كلها معه ، وذهب الى موقع العبادة . ودخل على المجتمعين في بداءة صلاة السحرية . وأودع يدي الأسقف الأمانة التي حفظها وحفظته الى ذلك اليوم . فذهل المؤمنون جميعا ، وشكرله الأسقف شهامته وفعله المبرور. وكان فرح عظيم .
الأب ايليا متري – كتاب وجوه من نور