حركة الشبيبة الأرثوذكسية | قبل غروب الشمس (الصوم الكبير- 2012) |
موضوع منسّق وفق المنهجية الناشطة إعداد وتنسيق: الأخ ماجد عازار |
لمراجعة المواضيع السابقة – إضغط على احدى العناوين التالية:
“أقمنا في وقت الصلاة” – تحميل الملف PDF
“لصورتك الطاهرة نسجد” – تحميل الملف PDF
“الصوم والصحة الروحية” – تحميل الملف PDF
قبل غروب الشمس
بإمكانكم تحميل الملف PDF من هنا
المرحلة الاولى:
مقارنة وتحليل صور:
يوزع المرشد على الأعضاء الصورتين المرفقتين طالبًا منهم:
1. شرح مضمون كل صورة .
2. الكتابة على الجدار الفاصل بين الشخصين في الصورة رقم 1 عدة أسباب قد تؤدي الى برودة وجفاء في العلاقة بين شخصين او اكثر.
صورة رقم 1
صورة رقم 2
المرحلة الثانية:
بعد استعراض نتائج المرحلة الاولى يوزّع المرشد الأعضاء الى مجموعات عمل لدراسة مستند “قبل غروب الشمس” والاجابة عن الاسئلة المتعلقة به.
”قبل غروب الشمس”
سألني أخوك، اليوم، عن قائمة خطايا عامّة. وَحَسِبَ أنّني سأكتفي بتوضيح ما قاله لي. لكنّني فاجأتُهُ بأنّني أضفتُ إلى ما قاله خطأً آخر. خطأ لم يذكره لي. خطأ! لا، بل خطيئة. ذكرتُ له البرودة التي دخلت علاقتكما منذ أيّام.
كنتُ قد حدّثتُكَ عن هذه البرودة يوم شعرتُ بتسرّبها إليكما. وألححتُ عليك بأن تبادر، فتصالح أخاك فورًا. وعذّبتَني أنت كما عذّبني هو اليوم. لن أقول لك: يا بنيّ، اذكر كيف أتصرّف معك فيما تدرك، أنت نفسك، أنّك مذنب في أمرٍ ما. إن ذكرتَ أنت وحدك، فلا بأس. لكنّني أقول: اذكر ما قلتُهُ لك يوم حدّثتُكَ عن هذا الأمر. وإن نسيتَ، فاقرأ، بهدوء، في هذه السطور، ما سمعتَهُ منّي. لربّما تفعل ما عليك فعله، وتبقى عليه دائمًا.
إذًا، لي، في هذه السطور، رجاء عُهدة معك.
خير ما يعني الوالدَيْن أن يبقى أولادهما مجتمعين معًا. ومعًا، في مفهومنا المسيحيّ، تعني معًا في معيّة الله، أي أن يبقوا مجتمعين في الحقّ الذي يجمع، ولا يفرّق. ويسهر الوالدان، ما داما حيَّيْن، على أن يحيا أولادهما وفق ما ينتظران أن يبقوا عليه بعد رحيلهما. فضغط الموت رفيق التربية. وإن كان الإنسان يعي أنّه يجهل أوان رحيله، أو يحيا كما لو أنّه قريب، فتصوّر أنت، إذًا، كم هي جَلادةُ إلحاح هذا الضغط!
أريدك أن تصدّق أنّ ما من أمرٍ أصعب من أن يرى الأبُ نفسَهُ قد فشل، ولو للحظة، في ما يتعلّق بتربية أولاده. وهذا، موضوعيًّا، يستحيل من دون بعض استعارة. يستعير الأب أوان رحيله، ويرى. يأتي من “بعدُ” عمومًا. ولذلك تراه لا يحتمل أيّ فشل في ما يعتبره مسؤوليّته. إنّه مسؤول، أي يدرك أنّه تحت سؤال الله. يستعير، من بعدُ، سؤال الله: ماذا فعلتَ لأولادك؟ كيف هم معًا؟ ويجنّ إن كان جوابه لا يقنعه. ويحمله جنونه إلى أولاده كما لو أنّه نال خروجًا مؤقّتًا من القبر، ليصدقهم قولاً أخيرًا. قولاً يرجو أن يقنعهم. قولاً ربّما لن تسنح له فرصة ثانية، ليكرّره عليهم.
يا بنيّ، ليس كلّ آباء الأرض قادرين على أن يورّثوا أولادهم ما يعني أهل العالم عمومًا، مالاً أو ممتلكات. أمّا إرثنا نحن المسيحيّين، أأغنياء كنّا أم فقراء، فأن نسعى إلى أن يحفظ أولادنا الحقّ في حضورنا وفي غيابنا.
لا تقل إنّ أبي يضخّم ما جرى بيني وبين أخي. فأنا لا يقلقني أمر كما أن تتجاوز أنّ البرودة، إن استمرّت يومًا، أي ليس أيّامًا كما هي حالكما معًا، قابلة لأن تستمرّ إلى أجلٍ لا يعرف خواتمَهُ غيرُ الله
وحده. وردًّا على هذا التجاوز، لنا وصيّة غالية تفوق أهمّيّتها نور عينَيْنا، أي: “لا تغربنّ الشمس على غيظكم”.
يعرف بولس، صاحب هذه الوصيّة، أنّ الغضب المقبول قد يجد لذاته دروبًا تبقيه، ربّما إلى ما لا نهاية. ولذلك نبّهنا إلى أن نضع حدًّا سريعًا له. يريد أن نحلّ كلّ أزمة تعترينا. ويريد قَبْلَ غروب الشمس الذي هو صورة عن غروب الحياة. فالمرء، كما أوحيتُ لك، لا يعرف متى تغرب شمس حياته. ويجب أن يستعدّ كما لو أنّ غروبها قريبٌ.
لستُ أسألك مَنْ فيكما على خطأ. هذا من مقتضى “نظام الحقوق” الذي لا نُدخله ضمن شؤوننا. فنحن شأننا أن نسامح، ولو ظُلمنا فعلاً. شأننا أن نقوّض كلّ حاجز يفصل أحدنا عن الآخر، ولو لهنيهة. وهذا شأنٌ لا نفضّله، ليبقى الخطأ يسرح ويمرح بيننا، بل لكوننا نعرف أنّنا، إن بردت علاقة أحدنا بالآخر أو انفصلنا عنه كلّيًّا، فلن يأتينا ذكر الحقّ، من فوق الغيوم، في زنبيل. نحن، معًا، نتذكّره، ونذكّر به. الآخر، أيًّا يكن، أخًا أو أبًا أو أمًّا أو ابنًا أو زوجًا أو قريبًا أو عضوًا في الكنيسة أو جارًا أو زميلاً، إنّما هو مسؤوليّتنا أمام الله الحاضر دومًا.
ذكرتُ لك، مرارًا، أنّ أبي لم يضربني مرّةً. كان يأخذ ما يريده بكلمة من فمه، بإشارة من يده، بنظرة من عينَيْه. وأنا لم آتِكَ، مرّةً، “بعصًا، بل بالمحبّة وروح الوداعة”. أنت تعرف أنّ هناك آباء كثيرين يضربون أولادهم. لقد صدمني، منذ أيّام، أنّ شابًّا اعترف لأبيه، أمامي، بأنّ ضَرْبَهُ إيّاه، في صغره، جعله يحفظ له في قلبه كرهًا عميقًا. أنا لم أضربك خوفًا من أن تكرهني. أحببتُ أنّ أبي لم يمدّ يده عليَّ، واخترتُ أن أتمثّل به معك ومع مَنْ معنا جميعًا. ولكنّك أنت تضربني! لا، لا تضربني بيدك، بل بموقفٍ ضربُهُ أعنف من أيّ ضرب آخر.
سأترك لغة الضرب. فهذه قد تجرحك. وأنا يجرحني أن أجرحك. وإن فعلتُ، من دون قصد، فلتشفي ذاتك من موقفٍ لا يجوز أن نبقى عليه ما دام لنا نهار.
لقد عبّرتُ لك، مرارًا، أنّ ما من أمر يغريني فيك كما محبّتك للناس جميعًا. لكنّ هذه الفضيلة، التي لا أكرّر ذكرها لأغرّك، لها معبر دائم في الحياة العائليّة.
هل خلاف الإخوة أصعب من خلاف الأصدقاء؟
هل يجب أن يُلغي قايين أخاه هابيل دومًا؟
هل كلمة مَنْ يجمعنا بهم منزل واحد يجب أن ترتدي دومًا ثوبًا واحدًا، أي شكلاً واحدًا لا يتغيّر؟
هل المحبّة شكلها واحد؟
ألا يجوز أن تأخذ المحبّة، في بعض الأحيان، مظهر حِدّة؟
أنا عرفتُ أنّ أخاك قد كلّمك بِحِدّة. عرفتُ منك ومنه. ولم أرَ، بما عرفتُهُ، أنّه قد خرج على محبّته لك. أنت أخذتَ موقفًا منه كما لو أنّه خرج!
يا بنيّ، الحياة العائليّة من خواصّها أنّها مطرح من مطارح صحّة الحياة، أو استرجاع صحّة الحياة، بل من أوّل المطارح. ونحن سرّنا أنّنا ننتمي إلى إلهٍ لا تحصر طاعته بمكان. لا يعني شيئًا لله أن يرانا نعبده في حدود جدران الكنيسة، فيما لا نستمرّ على عبادته، دومًا، في كلّ زمان ومكان. أنت لا بدّ من أنّك تعلم أنّ الكنيسة، في تراثنا، ليس لها جدران وسقف. وهذا يعني أنّ الله، الذي نعبده في كنيسته، يريدنا أن نكمل عبادتنا له أينما حللنا أو نزلنا. اذكر ما قلتُهُ لك لمّا حدّثتُكَ عن الصلاة الجماعيّة. فنحن، في أيِّ موقعٍ كنّا، إنّما نعبد الله إله الجماعة. في الكنيسة، نعبده. وفي البيت، نعبده. وفي الشارع، نعبده. ونعبده في كلّ مكان. هذا الإله الحيّ، الذي تقف أمامه في الكنيسة لتُسْمِعَهُ حبّك، هو الإله نفسه الذي يقف أمامك دائمًا، ليَسمع ما يستميل أذنَيْه. يريدنا الله أن نحبّه دائمًا. ويريدنا أن نبيّن أنّنا نحبّه في الناس جميعًا دائمًا، وأوّلهم مَنْ تجمعنا بهم حياة واحدة.
في جلسة حميمة، دنا بطرس إلى يسوع، وسأله: “يا ربّ، كم مرّةً يخطأ إليَّ أخي وأغفر له؟ أسبعَ مرّات؟”. فقال له يسوع: “لا أقول لك سبعَ مرّات، بل سبعين مرّةً سبعَ مرّات”. وهذا يعني إلى ما لا حدّ.
لم يخطئ أخوك. فَلِمَ تعامله كما لو أنّه فعل؟
تقول جدّتك: “لا يتربّى جسم (الأولاد) حتّى يفنى جسم (الأبوان)”. وهذا القول، وهو معروف طبعًا، يراد منه أنّ التربية لا تقوم كلّيًّا من دون تعب. تعب يعبّد للوالدَيْن طريقًا نحو القبر. التربية متعبة، يبدو دائمًا.
هل كلمة يسوع المربّية هي التي قادته إلى الصليب؟
أنا لا أريد أن أرعبك، ولا أن أستميلك عاطفيًّا. أنا أعرف أنّك تهتمّ بي وبصحّتي كثيرًا. ولا أريد أن يشكّل ما أقوله ضغطًا عليك. أنا أرجو أن تقبل ما تقرأه حرًّا. حرًّا من أجلك أوّلاً. وحرًّا من أجل دوام شهادتك في البيت وخارجه أيضًا.
هل تعتقد، إن كان في قلوبنا جفاء، أنّنا نقدر على أن نُنطق أنفسنا كلمات الصلح في مواقع تحتاج إليها؟
أنا رجائي فيك كبير. فأنت لك مواهبك التي تغنيك، وتغني مَنْ هم معك وإليك.
لا تعطّل مواهبك بموقف لا يجوز أن يبقى. هيّا، قمِ الآن. أنهِ هذه السطور، وقمْ إلى أخيك. فقيمة الإنسان أنّه أخ. لا تحسب أنّ أخاك لن يسمعك، أنّه سيردّك خائبًا. أنت تعرف أنّه لن يفعل. وإن فعل، فلن يبقى على موقفه. سيصحّح نفسه. ارمِ وشاح القضاة عنك، والبس ثوب ابن البيت الحرّ. انسَ الأيّام التي مرّت. ها الشمس توشك أن تَضيف. تبرّر بالطاعة قَبْلَ غيابها. أضئ ليلك بصبح الصلح. واستمرّ عليه. ففي هذا يكمن رجاؤك أن يأتي ربّك فجأةً، ويجدك نورًا على نور.
كتاب “أوراق خاصة” – الأب ايليا متري
أسئلة حول مستند “قبل غروب الشمس”
1. يقول الكاتب: “فأقرأ ، بهدوء ، في هذه السطور ما سمعته مني . لربما تفعل ما عليك فعله ، وتبقى عليه دائما”. من خلال هذا الطلب، استخرج من المستند النقاط التي تنقلنا من الحالة في الصورة رقم 1 الى الصورة رقم 2.
2. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “العائلة كنيسة صغيرة”. أين يبرز ذلك في المستند؟ وكيف نعكس كحركيين ذلك في بيوتنا؟
3. يقدم لنا المستند المفهوم الصحيح للتربية وتحديدا التربية المسيحية. استنتج من خلال ذلك المبادئ الاساسية للتربية المسيحية، وأعط مجموعة أمثلة عملية لكيفية تطبيقها “أينما حللنا أو نزلنا”.
المرحلة الثالثة:
• بعد عرض نتائج عمل المجموعات والنقاش يختم المرشد بالتوجيه الروحي .
• يجيب الأعضاء مداورة باجابة محددة عن السؤال المرفق مع الصورة التالية التي توزّع عليهم. (الصورة مرفقة)
ها الشمس توشك أن تضيف. ماذا ستفعل؟!
المرحلة الرابعة:
يختم المرشد اللقاء بالصلاة الربية .