يا شباب!! المفروض أنكم شباب جميعاً، طالما ان اسمَ حركتِنا هو “حركة الشبية الارثوذكسية”. طالما الذي لم تذهب همتُه عنه ولم تسقط حماستُه، الذي نورُه هو نارُ كلمتنا، فمن ليس عنده نار بداخله ليس عنده نور.
سأعود الى 16 آذار سنة 1942 إلى الجلسة التي أسسنا فيها قانونياً هذه الحركة. هي كانت ناشئة في قلوبنا قبل ذلك، وفي تطلعات غيرنا من الناس. ولكن ثبتناها قانونياً بنص وبقانون. ما المشهد كان، حتى تتمسكوا بهذه الحركة، وتقاوموا فيها خصومنا، . نحن في موضع خصومة هائلة علينا من أهم الناس اكليريكيين أو علمانيين. لأنهم لا يريدون نهضة في الكنيسة. لأنهم قادرون أن يبقوا معترين متل ما هني، لأنهم راضون عن الجهل المتفشي في اوساطنا. يوجد ناس متحالفون مع الجهل.
ماذا عملنا نحن؟ راينا ان 90% من الارثوذكس خرس. ما بيحكوا. كأن الشيطان أتى وخاط شفتي كل واحد منهم. وقال: اسكُت. لا نريد كنيسة ارثوذكسية. أو قال له: هذه الطقوس الارثوذكسية حلوة يتغنون بها الناس، ومبسوطون بالمدائح وبجناز المسيح او الفصح. ولكن لم يفهوا أن هذا كان مجرد حلم، وهم لا يعلمون شيئا. لأنك انت اذا كنت لم تفهم شيئا لا تقدر ان تكون مبسوطا. او يكون بسطك له سبب آخر. ممكن يكون مبسوط بالالحان، وهي جيدة ولطيفة وحلوة. ولكنها ليست هي جوهر الكنيسة. ليست هي المسيح.
كان لازم ينزل المسيح على قلوب الارثوذكسيين، وينزع هذا الخيط الذي خاط كل واحد شفتيه وصاير أخرس. أتى المسيح وضربهم. ونزع هذه الخيوط. وقال: احكوا! احكوا! احكوا!
يا سيد بماذا نحكي! سؤال مهم.
مكتوب بانجيل يوحنا ” في البدء كان الكلمة” إذا هناك كلمة لها الله وهي مسيحه. الله الآب اذا نظرنا إليه وحده هو الصمت، لا يحكي. منذ البدء، قبل البدء، الأزل قال الله: أنا بدي إحكي. واخترع المسيح. أتكلم بلغة بسيطة كي أقول أن ولادة الابن من الآب في عقل الآب غايتها ان يكشف الآب عن نفسه ويحكي. بدو يحكي لمين؟ البشر لم يكونوا موجودين. فهو في عقله، في قلبه، في بطنه، قرر أن يخلق البشر.
لماذ قرر اللهُ أن يخلق البشر؟ لأنه أحس انه هو محبة. والمحبة تدور بين الآب والابن والروح القدس. وقال: اريدُ أناساً يتمتعون بالمحبة هذه. يرونني انني الهاً محبا. فيصيرون يحبون بدورهم.
خطة الله ان يعمل كنيسة مؤلفة من شيئين: من ماء المعمودية، ومن دم يسوع الذي نشربُه في الكأس المقدسة. الكنيسة هي الإنجيل. هي كلمة الله الدائمة الذي كان لها شكل غير مكتمِل بالانبياء. وصار لها شكلا كاملاً بيسوع المسيح. وهذا نعيد لمجيئه الأحد المقبل في عيد البشارة. كل ما قالته الحركة في 16 آذار 1942، كان فقط لتقول يا روم ارجعوا الى الكلمة. انتم كلمة. لا تقدرون ان تكونوا خرسان، خونة. عندما تكونون خرسان، أنتم خونة. ستة عشر شاباً قالوا: نريد من الله أن يفتحَ لنا أفواهنا. لا نقدر ان نحكي من عندنا. ليس فينا شيء لنقوله. قال لهم الله: (اذا لا تعتقدون بهذا فانتم لستم من الحركة ) : اريد ان انزل الى عقولكم وقلوبكم، واعطيكم الكلمة التي هي انا. فآمَنوا بيسوع المسيح رباً ومخلصاً. قالوا: خصص ذواتنا لك، حتى لا نخونك. لأن الناس حولنا يخونونك. نحب ان نكونَ لك. فأعطاهم الكلمة.
والكلمات التي كتبوها بمجلة “النور” منذ تلك السنة، منذ التأسيس حتى اليوم هي كلمته، ولكنها مُترجمة بكلمات الناس. كل منا يقرأ الكتاب ويُبلغه بلغته. يبلغُه بالنار التي عنده، التي تعطيه ان يؤلف كلمات جديدة، حتى يُعطي الحقيقة الابدية الدائمة التي نزلت مرة واحدة بيسوع المسيح.
والمُخلِصون بقوا يخلصون للكلمة الالهية التي انسكبت عليهم بطرق مختلفة: 1) هذا الذي يؤسس عائلة حركية، بيكون عم بيقول كلمة عم يبين قوة يسوع المسيح بهذه العائلة الجديدة. 2) من رسم الايقونات هنا على الحيطان غالباً لا يعرف ان يحكي. ولكن هذا كلام، هذا تعبير، هذا لهب، هيدي حريقة.
اذاً، الكلمة يجب ان تبقى بشتى الاساليب، والتعابير. هذا الذي لا يكذب، يحكي. يقول أن الصدق شيئاً عظيماً، وفضيلة كبرى. ليس من الضروري ان تحكي الناس الفاظاً فيها تحكي سلوك.
تُغير حركتُنا طبيعتها، اذا قررت ان تتعاطى شيئاً غير كلمة الله. سنبقى متمسكين بهذه الكلمة مثلما هين، زكما نترجمها حسب عواطفنا ومشاعرنا ونضالنا، حتى تعيش الناس. الناس تريد حياة جديدة. قال أحدهم: “الروحانية تقع في السياسة”. يخونون الرسالة التي يقدمونها. يظنون انهم روحانيون. نحن كحركة – مش أفراد لأن كأفراد كل واحد عنده تفكيره، يحكي ما اراد، هو حر، لا يأسر احد من الحركيين غيره بهذا. ولكن الحركة كجسم واحد، لا تقدر ان تعيش اذا استغنت فئة عن اخرى. ما من تحزُب في الحركة. لأن كلمة الله التي نزلت تكره التحزُب. ، يجب ان نبقى جسما واحدا ، محباً لله اولاً، ومحباً لبعضنا البعض. علينا ان نبقى جسماً واحداً. وما خلق هذا الذي يريد أن يقضي علينا. ولكن حتى نعرف ان الحقيقة ممسكتنا، ونحن ممسكينها، هذا بحاجة لتواضع. هذه نعمة نازلة من فوق، نتلقاها نحن من فوق. اذا، نبقى هكذا في الاخلاص. لن اريد ان القول لما “دُفع مرة واحدة للقديسين” ، بل اريد ان اقول لماذا “دُفع مرة واحدة لل 16 ” (أي 16 عضو المؤسسين).
بتحكو بكل محبة لكل الناس. تحتملون الخصوم. تظلون متل ما إنتم والكلمة تجدد تعابيرها وأساليبها حسب الظروف، حسب الأجيال الطالعة. وتظلون أنتم مخلصين بهذا الذي بدأ فيه يوحنا إنجيله “في البدء كانت الكلمة” وفي النهاية أيضاً بقيت الكلمة. تظلون مخلصين لما استلمتموه، ونحن نقول كلمتنا التي استهل فيها الحبيب إنجيله “في البدء كانت الكلمة”.
أمين
كلمة المطران جورج خضر في ١٦ آذار ٢٠١٢ في كنيسة القديس جوارجيوس – الجديدة