زقاق الراهبات ومكتبة السائح عرضة للتداعي

mjoa Friday March 23, 2012 157

مكتبة السائح وزقاق الراهبات المؤدي إلى خمسة عشر منزلاً عرضة للسقوط ولتسرب المياه. هذه خلاصة عريضة رفعها الأهالي إلى بلدية طرابلس منذ ثلاث سنوات، والنتيجة إنذار إلى المالكين، من مصلحة الهندسة ـــــ دائرة المباني «لترميم الدار المذكورة وتدعيمها، بمدة أسبوع من تاريخ تبلغكم هذا الإنذار، وإلا فالبلدية تضطر إلى استعمال الوسائل القانونية اللازمة لإجراء المقتضى».

مضى الأسبوع، والأشهر والسنوات الثلاث، ولم تتخذ البلدية ما تحدثت عنه من إجراءات. في المقابل، كان تسرّب المياه مستمراً، وحالة البناء المصنّف أثرياً تزداد تدهوراً. يضاف إلى ذلك خطر تهديد السلامة العامة؛ إذ بدأت تتساقط الرمال من سقف العقد ومعها قطع صغيرة من الحجارة. وسقف الزقاق هو على شكل عقد حجري، ومن المعروف أن سقوط حجر واحد مقدمة لانهيار العقد. لذلك، يناشد الأب إبراهيم سروج، ومعه مختار المحلة عصام أحمد مرحبا، وزير الداخلية والبلديات التدخل العاجل لحل المسألة قبل فوات الأوان.

تحظى مكتبة السائح بأهمية خاصة في المدينة، وخصوصاً مع توالي إقفال المكتبات في مدينة العلم والعلماء. فقد عرف الأب سروج كيف يحفظ تحت جدران المكتبة المتهالكة قسماً كبيراً من الكتب التي تداولتها أيدي أبناء طرابلس والشمال أيام كانت المنتديات الثقافية والعلمية في أوج عملها ونشاطها، وأيام كان طالب المرحلة الثانوية لا يدخل الجامعة إلا وقد قرأ ما قرأ لجبران ونعيمة ومحفوظ وغيرهم، وأيام لم يكن الانتماء الحزبي بالألوان، بل كان يمر بختم مئات الكتب قراءة ومناقشة وتحليلاً.

هكذا أصبحت الزواريب المؤدية إلى مكتبة السائح لا تعرف إلا صنفين من البشر: صنف الفقراء من زبائن محالّ الألبسة المستعملة الواسعة الانتشار هناك، وصنف ما بقي من قراء جيل ستينيات القرن الماضي وسبعينياته.

وإذا كانت عبارة «معرَّض للانهيار ويهدد السلامة العامة» قد باتت مألوفة لكثرة تكرارها، وإذا كان انهيار المبنى يظل احتمالاً بين احتمالات، إلا أنه من الأكيد أن عشرات الآلاف من الكتب التي ناهز عمر الكثير منها ثلاثين سنة، قد لحقها في السنتين الأخيرتين اهتراء بفعل الرطوبة وتسرّب المياه، ما لم تتعرض خلال عشرات السنوات.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share