تجليات دمشقية خاص أسرة الإعلام:الأحد الرابع من الصوم “القديس يوحنا السلمي”

mjoa Tuesday March 27, 2012 189

الانجيل شفاء الشاب المعذب من الشيطان “هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم”

الكنيسة اليوم تعرض لنا مثالاً نموذجياً رهبانياً نسكياً مؤكدة على ضرورة وفرادة الصوم والصلاة في حياة المسيحي المؤمن. القديس يوحنا السلمي هو مثال للعمل في الصلاة والصوم والتوبة الحقيقة، والمسيحي المؤمن لا يتخلى عن نعمة الصلاة والصوم لأن النص الإنجيلي اليوم واضح ويؤكد أن حربنا القائمة “هي مع أرواح الشر”. لذلك المسيحي المؤمن عليه أن يبتكر لذاته الأساليب المناسبة في هذه الحرب الروحية ويعمق فهمه للصلاة والصوم بحيث يصبحان دعامتين للحياة الروحية وبذلك تصبح الصلاة صوم الذهن كما أن الصوم يصبح صلاة الجسد.

فالصلاة كما يعرّفها يوحنا السلمي هي “العشرة مع الله” أي الثبات في محبة الله لذلك المؤمن المسيحي يمارس صوم الذهن عن الأفكار الشهوانية الشيطانية ويأكل من الخبز السماوي أي كلمة الله، ويختار لنفسه أفكار صيامية صالحة، وعندما يصوم الجسد يصرخ مع كل أعضائه بدالة إلى الرب وهكذا يستطيع الإنسان الصائم أن يصلي مع أعضاء جسده بانسجام تام فيختار المأكل الذي يناسبه فقط ويروي عطش نفسه بالكلمة الإلهية. لذلك الإنسان الصائم الجائع يصير جسده منتبهاً مرافقاً له يذكره بغاية حياته فيتغذى الذهن بالكلمة الإلهية ويصبح الإنسان بهذه الحالة إنسان محصن ذهنه بالصلاة وجسده بالأصوام فيطرد من بيته الشيطان فيصبح نظيفاً يستقبل فيه الروح القدس.
لذلك الحدث الانجيلي اليوم يرسم لنا مشهداً يومياً من ظروف الحياة الحاضرة “المسيح في مواجهة الإنسان المعذب من الشيطان”. وبسبب إيماننا الضعيف نقف نحن عاجزين عن فعل أي شيء. وهذا مظهر للمجتمع المعاصر المليء بالعنف والبشاعة في كثير من جوانب الحياة، فحضارتنا المدنية بحاجة ماسة لتحضّر كتابي مسيحي يلغي العنف والشهوات العابرة التي تقام على حساب العلاقات المقدسة بين البشر وجمال الاجتماعيات الصادقة والأخوة الحقيقية.
إذاً موقفنا كمسيحيين أمناء للرب والبشر لا أن نكون مثل أبي الصبي الضعيف الإيمان ونرمي كل المسؤولية على الرب ونقف موقف اليائسين أمام الصرعات الشيطانية للبشر المعذبين في هذا الدهر وكأننا لا نستطيع أن نحّرك ساكناً ، فجواب الرب لنا كما هو جوابه لأبي الصبي: لا تكن قليل الإيمان بل إنسان مؤمن قوي، أنت قادر أن تبسط السلام والجمال فوق أي بقعة عنف وبشاعة ولكن بصلاتك وصيامك.
لأن الصلاة هي مصدر السلام الداخلي ولو كنا وسط اضطرابات العالم كله. وأي سلام في النفس لا يبنى على العشرة مع الله أي الصلاة هو سلام ظاهري غير ثابت كذلك الصيام يبني فينا النظرة الصحيحة للجمال في العالم.
عالم الإباحية الذي يربينا على خدعة العين والطعام واللذة وسواها…
فبشاعة العنف لا تمحوها إلا وداعة الصوم,
إذا كخلاصة: الصلاة تعطينا السلام الداخلي وتمدنا الى القريب بسلام وتدفعنا إلى المحتاج كفاعلي سلام. والصوم يعيد لذاتنا جمالها الداخلي الأصلي فيرى الإنسان جماله في السماويات وليس الأرضيات، لذلك الصلاة والصوم يطردان العنف الشيطاني وبشاعته فهذا الجنس لايمكن أن يخرج من حضارتنا بشيء إلا بالإيمان المبني على الصلاة والصوم. آمين.
قدس الأب سمعان هيلون كاهن رعية النبي ايلياس الغيور( الدويلعة )

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share