رسالة الشعانين

mjoa Friday April 6, 2012 179

لعل ما دعا الكنيسة الى اقتباس هذا الفصل لرسالة اليوم المأخوذة من الرسالة الى أهل فيليبي كلام هذا الفصل على الفرح، ذلك الذي يعطينا إياه دخول يسوع الى اورشليم الدخول الأخير. “افرحوا في الرب كل حين”. آلام السيد ليست مصدر حزن لنا وهي التي قادتنا الى الخلاص وأظهرت الخلاص في القيامة. والآلام والقيامة وجهان لحقيقة واحدة وهي نصر المسيح.

والفرح يُظهر الحلم والرجاء. اما سبب ذلك فكون الرب قريبا. المفسّرون المعاصرون يقولون ان بولس كان ينتظر أن يعود الرب يسوع في حياة الرسول. مهما يكن من أمر فالرب دائما قريب بالكلمة وبسرّ القرابين المعروف بسرّ الشكر. ونحن نذوق في الأسبوع العظيم ان الرب يأتينا روحيا في كل يوم من أيام الأسبوع حتى يسطع المجيء صباح العيد. بعد قربى المخلّص منّا لا يبقى لنا همّ. ننشدّ الى “الصلاة والتضرّع مع الشكر”، والشكر نوع من انواع الصلاة. والصلاة تهدف إلى التطهّر، وبلا إرادة الطهارة ليس من صلاة. والطهارة فينا تأتي من سلام الله فينا، وهذا السلام يفوق كل تصوّر عقليّ، واذا حل فينا سلام الله يحفظ قلوبنا وبصائرنا في يسوع المسيح. تنتقل بسلامٍ اليه ويصبح مقرّنا. نحن فيه. نحن فوق.

بعد قول الرسول هذا الكلام يريدنا أن نفكر بالأمور العالية ويسمّيها، وهي الحق والعفاف والعدل والطهارة. العفاف وجه من وجوه الطهارة وهو متعلّق بالجسد. أما الطهارة فأشمل وهي ساكنة القلب. كذلك يريدنا أن نحافظ على حُسن الصيت الآتي من حُسن السلوك. وعلى رغم هذا يرتكب بعض القوم النميمة في حقنا.

وحتى يُسهّل بولس عليهم كل هذه الفضائل يقول: “ما تَعلّمتموه وتَسلّمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فبهذا اعملوا”. بولس يعتبر نفسه مصدرا في تعليم الإيمان وهو ذلك الايمان الذي وضعه الرب في قلب الرسول. والإيمان جاءهم بالسمع والتعليم وتقاليد الكنائس التي أَسّسها بولس. هناك ما يشاهده المؤمنون في العبادات، في القداس الإلهي.

هذه المجموعة في حركة السمع والمشاهدة والعمل الطقوسيّ رآها المؤمنون عند بولس. وهكذا ينتقل الإيمان عندنا بالتواتر في نقل العلم الديني وفي التشبّه بالقدامى. اذا عمّدنا بالتغطيس فلأن هذا انتقل الينا بالتقليد. اذا رسمنا على وجوهنا إشارة الصليب يكون هذا بتقليدنا الأقدمين. الإشارات والرموز في كنيستنا كالأيقونات والبخور والثياب الكهنوتية والعمارة الكنسيّة كلها جاءت مما شاهدنا. الترتيل انتقل إلينا جيلا بعد جيل، ولمَسْنا أنه يُجدي تعليمًا إيمانيًا وحثّا على التقوى ومشاركة الإخوة اذ نرتّل معا بفم واحد وروح واحد.

واذا ذُقنا هذا في كل خدمة إلهية، نبدأ اليوم نُنشد نشيد الخَتَن اي العريس الإلهي، وتبدأ الدعوة الى اليقظة حتى إذا تمّت هذه في كل أيام الأسبوع العظيم يكون فرحنا قد تمّ لاستقبال الفصح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share