كلمة الامين العام الاخ ابراهيم رزق في لقاء لجنة تفعيل العمل في الجامعات في كفرحباب 24/3/2012
إخوتــي:
مما لا شك فيه، أن الجامعيين يشكلون محركاً أساسياً وفاعلاً، لنقل الأفكار والآراء والعقائد، ولإطلاق مشاريع حيوية تطال مجتمعات وجماعات كبرى.
وأن الجامعة تشكل مرآة حقيقية للأفكار والآراء والتوجهات الإجتماعية على تنوعها وتعددها وفي الوقت ذاته هي مختبر للشباب، ومجال للإلتقاء والتباعد والتنسيق والتنافر على ابوب الإنتقال إلى مرحلة الإنتاج من العمر.
ومن المؤكد أيضاً، أن الأفكار والمعتقدات التي تخترق قناعة ووجدان الجامعي كان لها الأثر الكبير على كافة مراحل حياتها اللاحقة.
وهنا لا بد من التذكير، أن مشاريع كبرى في العالم، سواء منها السياسي الإجتماعي أو الروحي، أو المختلط بينها كلها، خرجت من ساحات الجامعات وأروقتها، وحركة الشبيبة الأرثوذكسية، الحالة النهضوية الانطاكية، ايضاً أطلقها جامعيون، بلوروا إنطلاقتها بين أعمدة الجامعة ونحن بنعمة اللـه، وبفضل مبادرتهم تلتقي اليوم.
إخوتــي:
– ان الفكر الأرثوذكسي، قد يكاد غائباً أو مغيباً عن الجامعات، وبالنتيجة هو مجهول، أو مفهوم بشكل خاطئ.
– أن الجامعات، تشكل أرض خصبة، لنقل كافة الأفكار والمعتقدات، منها المقدس ومنها الجيد ومنها ما هو خطير ومسيء للإنسان، وبالتالي من الطبيعي أن يقع الشباب فريسة أفكار وتصرفات وخلفيات تحد من حريتهم ومن إنسانيتهم.
أن الشهادة ليسوع المسيح، وإحتضان الجميع بالمحبة، هي مسؤوليتنا بالدرجة الأولى، والتعبير الأصدق والجوهري عن إلتزامنا الحركي، لذلك لا بد من أن نقوم بخطوات ومواقف عديدة وبلورة المشاريع، من أجل تعزيز شهادتنا وحضورنا وفعاليتنا في الجامعات، وإنشاء عمل جامعي يتميز بالإستمرار وإنتقال الشعلة من شباب يتخرج إلى شباب قادم.
إخوتــي:
أن التأثير الجماعي، ولا سيما في أوساط الشباب، يتطلب إستعداداً كبيراً وجهداً، يصدر عن أشخاص يكونون بمثابة قادة رأي يستطيعون أن يعبروا عن أفكارهم، والتعاون فيما بينهم لإيجاد الآليات المناسبة، للتأثير والتواصل مع الآخرين.
نحن اليوم بحاجة في حركة الشبيبة الأرثوذكسية إلى تعزيز عملنا الشهادي في الجامعات، وإطلاق المجموعات التي يسعى أفرادها، إلى تعزيز إلتزامهم بالحياة الروحية وسعيهم الدائم لمعرفة العقائد والثقافة العامة، ليكونوا بمثابة قادة رأي نستطيع من خلالهم أن تتواصل مع الشباب، وتعريفهم على عقيدة الكنيسة وعلى أفكار النهضة المعبر عن في أدبيات حركة الشبيبة الأرثوذكسية، وأيضاً في تكريس رؤية واضحة للحوار والإنفتاح مرفقة بالآليات العلمية حتى نتمكن تحديد قواسم مشتركة مع كل من يتعاطى شأناً عاماً أو إجتماعياً، وحتى سياسياً مُمثلاً:
– فنلتقِ، مع دعاة الحفاظ على البيئة في الكثير من الأمور على خلفية إيماننا أن الخليقة حسنة، وهي صنع اللـه.
– نلتقي في نقاط مشتركة عديدة، مع الناشطين لمكافحة المخدرات والكحول، والعاملين على التوعية من حوادث السيرلأن في ذلك خير للإنسان.
– نلتقي مع رافضي الطائفية، لأننا نحن مسيحيون ملتزمون لا طائفيون ولأن بين الكنيسة والطائفة إصطدام لاهوتي.
أن شهادتنا، وأمانتنا، ومحبتنا لربنا يسوع المسيح، تستدعي منا كل الجهد للشهادة لإسمه، وأن نكون سباقين في كل عمل أو طرح يتضمن خدمة وإحتضاناً وتعبيراً عن محبتنا للأخر.
واللـه يوفقكـم
إبراهيـم رزق