لا يفسح المجال للشك التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني لـ “مراقبة التعصب والتمييز تجاه المسيحيين في أوروبا”، والصادر عن المنظمة الغير حكوميّة التي موقعها في فيننا، في النمسا. وفقا لهذه المنظمة غير الحكوميّة، والتي هي عضو في برنامج الحقوق الأساسيّة لـ “الوكالة الأوروبيّة للحقوق الأساسيّة”، إن التعصب والتمييز بحق المسيحيين يتزايد في القارة القديمة.
يعرض تقرير عام 2011 تعريفا لما تقصده المنظمة من “تعصب وتمييز تجاه المسيحيين”. وهي “عبارة نستعملها لنظهر حرمان المسيحيين من المساواة وعن التهميش الإجتماعيّ”، في أوروبا وفي العالم الغربي، هذا ما ينقله لنا التقرير، الذي يحاول تجنب استخدام كلمة “إضطهاد”.
على الرغم من المشهد الكئيب الذي ينقله لنا التقرير، هناك بعض التطورات الإيجابيّة، وهو الإهتمام من قبل الإعلام. كتبت غودرون كوغلر، مديرة هذه المنظمة، في مقدمة الوثيقة الجديدة، أول تقرير نشر في ديسمبر 2010، والذي يغطي الفترة ما بين 2005-2010، وقد أثار هذا التقرير ردود فعل “هائلة”، ليس فقط على صعيد الإعلام بل لدى المثقفين والسياسيين والمؤسسات.
تؤكد كوغلر “بدأوا يلاحظون أن تهميش وتقييد حقوق وحريات المسيحيين في أوروبا هي أمور تدعو للقلق وتستحق الإهتمام من قبلنا”.
أشارت كوغلر بشكل خاص إلى حدثين إيجابيين في عام 2011: القرار الذي اتخذته الجمعيّة البرلمانيّة للمؤسسة للأمن والتعاون في أوروبا لمكافحة التعصب والتمييز تجاه المسيحيين ومن ثم الحكم النهائي لـ”الغرفة الكبيرة” للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قضيّة لاوتسي ضد إيطاليا حول وجود الصليب في قاعات التدريس الإيطاليّة، والتي اعتبرت “غير معارضة للحقوق الأساسيّة”.